توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طارق الشناوى

  مصر اليوم -

طارق الشناوى

بقلم أسامة غريب

هذا حديث واجب عن إنسان أحبه.. هو ليس فقط كاتباً متميزاً ولا ناقداً فنياً بارعاً، لكنه قبل هذا وذاك إنسان حقيقى ينتمى للقيم الإنسانية التى هجرها معظم الناس ولا يمكن أن يتورط فيما يشين، ويمكنك وأنت مطمئن أن تقول عنه إنه صاحب صاحبه.

لا تكمن أهمية طارق الشناوى، إذن، فى انتسابه إلى عائلة أدبية وفنية يتصدرها عمه كامل الشناوى الشاعر الذى لا يخبو وهجه أبداً، وعمه الآخر مأمون الشناوى صاحب الرصيد الضخم من الأشعار والأغنيات الجميلة.. وإنما خصوصية طارق هى قدرته على النزول بالنقد السينمائى الجاد من كونه مرتبطاً بالخاصة إلى أن تصبح مفرداته فى متناول القارئ العادى دون ابتذال، وكذلك ابتعاده عن الاستسهال الذى تعمد إليه طائفة ممن يكتبون فى الفن بمنطق «الله.. حلو» أو «إخّيــــه.. وِحِش». ويبدو أن إعجابى بالكاتب طارق الشناوى عائد فى جزء منه إلى أنه كاتب قبل أن يكون سينمائياً، بمعنى أن هناك من بين الذين يتناولون المسائل الفنية من يعجزون عن الكتابة فى أى شأن آخر سواء لأن التخصص أغلق عليهم بابه ومنعهم من التطلع خارجه أو لأن امتداح هذا الفنان أو ذاك قد يكون جالباً للرزق والفرفشة بما يفوق عائد الكتابة الحقيقية!.. أما طارق فإنه اختار الفن لأنه يحب الفن وليس لسبب آخر، فهو يستطيع أن يتناول كل الأمور العامة التى يكتب فيها غيره، وعلى سبيل المثال يستطيع أن يتناول الموضوعات السياسية أفضل من معظم الذين تزدحم بهم الساحة، وعندما يكتب أحياناً فى الشأن العام تأتى كتابته رصينة موزونة كأفضل محلل سياسى.. وقد يكون هذا راجعاً إلى أن الإنسان لا يستطيع الانفصال عن ذاته، فالموهوب وهو يكتب فى السينما لن تغادره موهبته وهو يكتب فى السياسة أو حتى فى كرة القدم.. وقد كانت لطارق كتابات سياسية شيقة أثناء ثورة 25 يناير عندما كنت ألتقيه بميدان التحرير فنجلس على مقهى بوسط البلد نتشارك حلم التغيير.

قد يسأل البعض عن المناسبة التى دعتنى للكتابة عن أحد أصدقائى الموهوبين، ولهؤلاء أقول إن خلطاً قد وقع هذا الأسبوع فى أذهان بعض القراء عندما قرأوا لى مقالاً عنوانه «مناخوليا» تناولت فيه حالة كاتب اتهمنى بالسطو على أفكاره.. ولما كنت قد أشرت إلى أخينا هذا بالقول إنه يكتب فى النقد السينمائى فقد سارعت الأذهان لتصور أننى أقصد طارق الشناوى، وربما كان سبب هذا الخلط أن طارق قد كتب بالصدفة فى نفس الموضوع قبلى بيوم فى صحيفة ذائعة الانتشار، بينما أخينا المشار إليه يكتب فى واحدة من الصحف العربية فى المهجر ويراه على النت عدد قليل من القراء. عندما وجدت التعليقات على مقال «مناخوليا» تشير إلى تصور أصحابها أننى أقصد طارق فإننى انزعجت بشدة ليس فقط للصداقة التى تربطنى به، ولكن لأنه بسماحته ورقيّه أبعد ما يكون عن البارانويا والمناخوليا، لكن المشكلة أن الشهرة التى أصابها طارق والنجاح الذى حققه يجعل منه أقرب واحد للفكر عندما نقول «يكتب فى النقد السينمائى» وهذا ليس ذنبى، فقد تميّز طارق وانتشر وصار اسماً كبيراً فى الصحافة المصرية والعربية.. وهذه ضريبة عليه قبول دفعها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق الشناوى طارق الشناوى



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon