توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الغسيل

  مصر اليوم -

عن الغسيل

أسامة غريب

للفنان محمد رضا فيلم كان يقوم فيه بدور حرامى غسيل، ومن المشاهد اللافتة عندما كان يصف لزملاء السجن شعوره لدى رؤيته الغسيل «مهفهف» على الحبل، يتراقص ويتلاعب به الهواء، عندها كان المعلم رضا لا يستطيع التماسك إذ تهتز أوتار قلبه بشدة دافعة إياه إلى الإسراع بإعمال المقص فى الحبل، وحمل الغسيل والرحيل بعد أن تهدأ نفسه الثائرة!

أعترف أننى لا أرى غسيلاً منشوراً فى أى مكان إلا قفزت إلى ذهنى صورة محمد رضا بضحكته المحببة وهو يتغزل فى الغسيل المسروق!. وعلى الرغم من أن معظم دول الغرب لا يسهل أن ترى بها غسيلاً منشوراً، إذ يستخدمون المجففات الكهربائية دون الحاجة إلى النشر فى الهواء الطلق، إلا أن بعض المناطق ما زالت مخلصة للتراث القديم وأهلها يرون أن نشر الغسيل على الحبل هو أكثر فعالية فى الحفاظ على نسيج الملابس، وكذلك صحى أكثر لتعرضه للشمس. رأيت فى بعض أحياء مونتريال الأقل حداثة وفى بعض أحياء أثينا وكذلك بالمجر ومعظم المدن التركية أحبال غسيل من نوع غير مألوف يختلف عن الذى نعرفه بمصر. فى مصر يقوم الزوج أو بواب العمارة بدق حديدتين فى سور البلكونة ثم يوصل الحبال بينهما لتتمكن ربة البيت من نشر غسيلها، أما فى البلدان سالفة الذكر فإن حبل الغسيل الذى رأيته كان يتصل بيد مشبوكة فى الشباك أو البلكونة وهذه اليد تشبه قطعة الحديد التى تفتح التندة وتغلقها لدى المحلات التجارية.. وهنا تقوم ست البيت بنشر قطعة الغسيل ثم تدوير الحديدة ليرحل الحبل قليلاً مع قطعة الملابس مفسحاً مجالاً جديداً لقطعة أخرى من الحبل تضع عليها السيدة قطعة ملابس جديدة وهكذا. وبهذه الطريقة لا تكون حاجة إلى عدد كبير من الحبال، إذ يكفى حبل واحد طويل يمتد عبر الشارع وأحياناً يدخل فى الشارع المجاور ويختفى عن أنظار أصحاب الغسيل، وهؤلاء لا يرون ملابسهم المختفية إلا بعد أن تجف عندما يقومون بسحب الحبل بطريقة عكسية لتعود إليهم الملابس من الشارع الخلفى!.

والملاحظة التى يعرفها من عاشوا بالغرب فيما يخص الغسيل هى عدم وجود غسالة بالشقة فى أكثر من 90 بالمائة من المساكن، والأسباب فى هذا متعددة فمنها ما يتعلق برغبة مالك العقار فى التوفير، إذ إن فاتورة المياه تكون عليه على العكس من فاتورة الكهرباء التى يتحملها كل ساكن لنفسه، لهذا فإن بعض أصحاب العمارات يستغلون الطابق تحت الأرضى فى وضع عدد من الغسالات الأوتوماتيكية التى تعمل بالكروت الذكية أو تعمل باستخدام العملة، وبهذا يضيفون إلى استغلال العقار «بيزنس جديد» هو مغسلة خاصة.. غير أن هناك عمارات تخلو من مثل هذه الغسالات فيضطر سكانها إلى استعمال المغاسل الخاصة التى تمتلئ بها الشوارع. أما أصحاب البيوت الصغيرة أو الفيلات المصنوعة بالأساس من الخشب فإن القانون يمنعهم من تركيب غسالات خشية أن تساعد الاهتزازات المتكررة فى التأثير على المبنى، فضلاً عن الخوف من تسرب المياه غير المرئى الذى قد يعجل بانهيار البيت. لهذا فإنه من المألوف أن نرى السكان يحملون غسيلهم فى مشوار أسبوعى لأقرب مغسلة حيث يقضون بها يوم الإجازة!.

وربما من هذه الناحية فإن أهالى الأحياء الفقيرة بمصر أسعد حالاً من معظم سكان نيويورك ومونتريال، فعلى الأقل لكل أسرة غسالة داخل البيت.. وهذا من عجائب الحياة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الغسيل عن الغسيل



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon