توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة الخمسة

  مصر اليوم -

لعبة الخمسة

أسامة غريب


النصابون لا تنضب مخيلتهم أبداً ولا يكفون عن إنتاج كل جديد فى دنيا الاحتيال.
عندما شاهد الناس ودائع البنوك تُنهب بواسطة رجال الأعمال السفلية بتواطؤ واضح من النواطير الذين كان يفترض أن يحموها.. عندما حدث هذا فإن شهية الصغار أيضاً انفتحت على النصب باعتباره عنواناً للمرحلة، وقد كان أن لجأ المغامرون الصغار إلى ابتداع صيغ جديدة تناسب أيديهم القصيرة وعدم وجود أنصار لهم بالبنوك على العكس من كبار الحيتان الذين قد يتنازلون لمدير البنك ولمن عينوه عن جزء من الكعكة مقابل تمرير العملية وقبول الضمانات الوهمية المقدمة من حضرة الحوت!. أما الصغار فقد تفتقت قرائحهم عن بعض الحيل الصغيرة التى حفروا بها لأنفسهم مكاناً متواضعاً فى عالم الشطار ودنيا النصب، والنفاذ إلى شىء من فلوس المودعين أسوة باللصوص الكبار وأصدقائهم اللصوص.

من الحيل الحديثة التى شاع استخدامها بين أبناء الطبقة الوسطى ما حكاه لى أحد الأصدقاء كان شاهداً على عملية نصب مكتملة الأركان عاشها مع أصحابها من أول يوم حتى نهايتها السعيدة، وهذه العملية تسمى «لعبة الخمسة» وهى عملية تناسب أصحاب رؤوس الأموال المحدودة التى جمعوها بشق الأنفس، وتبدأ اللعبة بأن يشترك خمسة من الأصدقاء الذين يعرف بعضهم بعضاً بشكل حميم ويثق كل منهم فى الآخرين، وأن يضع كل واحد مبلغاً من المال فى المشروع مقداره مائة ألف جنيه فيكون المجموع خمسمائة ألف، يشترون بها قطعة أرض باسم واحدٍ منهم، وبعد مرور عدة شهور يبيعها هذا الواحد على الورق لأحد أصدقائه من أعضاء عصابة الخمسة بمبلغ يفترض أنه مليون جنيه، ثم بعد مضى عدة شهور أخرى ينقل ملكيتها لفرد ثالث من المجموعة على أساس أنه اشتراها بمبلغ 2 مليون جنيه.. وهكذا تنتقل ملكية الأرض بينهم ويزداد سعرها على الورق مع كل عملية بيع حتى نصل إلى الشخص الخامس الذى يشتريها بمبلغ خمسة ملايين جنيه وذلك بعد مضى سنة ونصف على شرائهم الأرض أول مرة. بعد ذلك تبدأ المرحلة التالية والحاسمة فى لعبة الخمسة، إذ يتوجه مالك قطعة الأرض إلى أحد البنوك ويطلب قرضاً بضمان أرضه ومعه كل أوراق البيع والشراء منذ البداية والتى تشهد بتصاعد قيمة قطعة الأرض إلى أن وصلت لخمسة ملايين جنيه.. ومن الطبيعى أن يوافق البنك على صرف القرض بعد أن يذهب خبراؤه ويقوموا بمعاينة الأرض على الطبيعة ويتأكدوا من الوجود الحقيقى لها. فى المرحلة التالية يتقاسم الأصدقاء مبلغ الخمسة ملايين وينال كل منهم مليوناً من الجنيهات. وبطبيعة الحال لا يقوم صاحب الأرض بالسداد ويتجاهل عمداً دفع أقساط القرض فلا يجد البنك مناصاً من الحجز على قطعة الأرض وفاء للدين.. وهو المطلوب!.

المرحلة التالية تتوقف على مدى الرضا أو الجشع الذى يتمتع به تنظيم الخمسة.. فقد يقنعون بما أصابوا ويعودون إلى حياتهم العادية بعيداً عن البيع والشراء والنصب، أو قد يغريهم المكسب فيضعون الملايين الخمسة فى قطعة أرض جديدة ثم يقومون بتدويرها فيما بينهم حتى تلد وتصبح خمسة وعشرين مليوناً بعد سنة ونصف أخرى.. وهكذا.

والآن ما رأيكم فى لعبة الخمسة؟.. هل هناك من يريد أن يلعب؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة الخمسة لعبة الخمسة



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon