توقيت القاهرة المحلي 23:46:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد فوزى

  مصر اليوم -

محمد فوزى

أسامة غريب

كل سنة فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر عند حلول ذكرى وفاة محمد فوزى أجدنى راغباً فى أن أكتب عنه من أجل إحياء ذكراه عند من لا يعرفونه، غير أن مشاعرى تخذلنى وأحس أن أى شىء أكتبه سيكون دون قدر هذا الفنان العظيم. سبب آخر للتقاعس هو أن الكتابة عن موسيقار فذ مثل محمد فوزى قد لا تصل للناس بالطريقة التى أحسها، فمثلاً إذا قررت الحديث عن أغنية «يا ليالى الشوق» سأجد الحديث يتدفق عن كلمات الأغنية وهذا يَحسُن أن يكون مكانه مقال عن الشاعر حسين السيد، وإذا أردت أن أشرك القارئ فى إعجابى بأغنية «أى والله» سيذهب الثناء للشاعر مرسى جميل عزيز.. ونظراً لأننى غير قادر على شرح الموسيقى بالكلام، ولأن الموسيقى يقدمها العازفون لا الكُتاب، فإن مصير الكتابة عن أعمال محمد فوزى سيكون تمجيد من كتبوا أغانيه وهم على روعتهم ليسوا موضوع مقالى!

إن عظمة محمد فوزى، الذى أتى من طنطا سعياً وراء المجد، تكمن فى أنه يوم أن وطأ القاهرة كانت تزخر بأساطين الملحنين من العيار الثقيل أمثال محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، وهؤلاء جميعاً لا تسهل منافستهم بمثل أدواتهم وطريقتهم ونغماتهم، ومنهم الشرقى الأصيل الذى لم يتخل عن أسلوبه المحافظ كزكريا أحمد، ومنهم المجدد بذكاء وبحساب مثل عبدالوهاب، والجامح فى مزج الشرقى بالغربى مثل محمد القصبجى.. ولعل هذا ما ألهم فوزى أن يصنع لنفسه كرسياً وسط هؤلاء من خلال نغمات غير مسبوقة فى بساطتها ورقتها وعذوبتها.. نغمات سقاها من روحه فخرجت تشبهه.. لطيفة، خفيفة الدم، سهلة الحفظ والترديد وراسخة فى الذاكرة فى نفس الوقت. ومن أراد أن يختبر كلامى هذا فليستمع إلى مقطوعتيه «فتافيت السكر» و«تمر حنة» ليفهم مَن هو محمد فوزى. ولعل فوزى هو الوحيد تقريباً الذى يمكن الاستمتاع بأفلامه الغنائية التى قدمها فى الأربعينيات والخمسينيات حتى الآن، فباستثناء عبدالحليم حافظ لا يوجد مطرب تسعدنى أفلامه فى تلك الفترة.. وأنا لا أرى فى إطار معارفى على الأقل من يستطيع اليوم الصبر على متابعة فيلم سينمائى لعبدالوهاب أو أم كلثوم أو فريد الأطرش أو عبدالغنى السيد أو عبدالمطلب، وكلهم علامات فى دنيا الفن، لكن أفلامهم لم تكن خفيفة الظل، وأداءهم لم يكن حميمياً، والأغانى فى تلك الأفلام لم تُشعر الناس بأن أخاهم وابنهم وصديقهم هو الذى يغنى.

غير أن الحنين لهذا الفنان وأعماله الجميلة يملؤنى أسى على ما آل إليه مصيره فى سنواته الأخيرة. لقد كتب الكثيرون واستفاضوا عن تأسيسه شركة «مصر فون» للأسطوانات التى قدمت للجمهور المنتج الموسيقى بأسعار رخيصة، وكتبوا عن صدمته عندما قامت السلطة بتأميم مصنع الأسطوانات وشركة الإنتاج وتعيينه موظفاً تحت إمرة الأفندى الذى وضعوه على رأس الشركة.. لكن ما أغفله معظمهم هو أن محمد فوزى كان على استعداد أن يتقبل هذا الإجراء المجحف لو أنه شمل الجميع، أمّا أن تؤمم شركته هو فى حين يتركون شركة صوت الفن التى أسسها عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب فإن هذا ما كان خليقاً بأن يدفع الدم فى النافوخ ويأخذ جزيئات الجسم إلى سكة الاضطراب ومن ثم الوقوع فريسة مرض غريب غرابة ما فعله به الظالمون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد فوزى محمد فوزى



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon