توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع الشيطان ذاك أفضل!

  مصر اليوم -

مع الشيطان ذاك أفضل

أسامة غريب

لن يتركك الشيطان فى حالك طالما أنك ترد على مكالماته، وذلك بالرغم من رؤيتك لرقم الطالب. ولا يفيد فى شىء أن تضع السماعة وتغلق الخط فى وجهه إذا لم يرُقك ما عرضه عليك، ذلك أن الشيطان ليس ساذجاً.. سيعرف حتماً أنك تسعى فقط لتحسين شروط الصفقة الجديدة، وأنك تغلف هذه الرغبة بالصوت العالى الذى يبالغ فى لعنه أمام الناس وادعاء الغضب والتعوذ بالله منه طول الوقت. الشيطان صبور ولا يتعجلك ويفهم أنك تبحث عنه كما يبحث عنك، وهو بالإضافة إلى ذلك يتمتع بقدرة كبيرة على ضبط النفس، ولهذا تجده لا يمانع فى أن يستمع إلى شتيمته بأذنه واللعنات التى تستمطرها أنت وأصحابك فوق رأسه ولا يفكر مع ذلك فى أن يغضب منكم أو يؤدبكم، أكثر من هذا أنه يترك لكم مساحة كبيرة للمعارضة والتظاهر ضده، مساحة أكبر من التى تتيحها الأنظمة لمخالفيها عندما تريد أن تثبت للعالم الخارجى أنها ديمقراطية وشفافة. الشيطان يفوق هذه الأنظمة حنكة ودراية، لأنه بمثابة القائد والمعلم لها.. إنه يتركك تعارضه حتى يقتنع أصحابك بأنك من الثوار والأحرار فيتخذونك إماماً يمشون وراءه دون أن يعرفوا شيئاً عن الخطوط التى تفتحها مع الشيطان والرسائل المتبادلة بينكما. هو يراك تصلى ولا تضايقه صلاتك لأنه يعرف أنك ممثل بارع.. يحاول الوصول للجمهور بأسهل الطرق وأكثرها تأثيراً.. يراك تتوجه للأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج ولا يهتز،

لأنه يعرف أنك تحج بالمجان ولم تتكلف شيئاً فى حجتك.. يراك ترجُمه ويضحك فى سره حتى يستلقى على قفاه.. وكيف لا يضحك وهو يراك تشارك بعض الراجمين شتمه وقذفه بالنعال ونعت السيدة والدته بألفاظ فاحشة! الشيطان يحتاجك لأن تأثيرك كبير على الناس.. يريدك لأنه يدرك أنك فى قرارة نفسك تدين له بكل شىء. من الطبيعى ألا يعترف المرء بأنه يستلطف الشيطان ويسير على خطاه، إنه لو فعل ذلك لكان عميلاً غبياً محروقاً لا فائدة منه، بل إن العميل المزدوج فى هذه الحالة يكون خيراً منه!. الولاء التام مطلوب لكنه يتطلب إبداء مظاهر الورع وأمارات الثورية. صحيح أنك بدأت تتفلت من قيود الحصافة وأخذت فى شتم المؤمنين والثوار ونعتهم بالمخنثين والجهلاء، لكنك مع ذلك تختلف عن غيرك من الزلنطحية الذين يسيئون للشيطان ويكشفون أنفسهم بسهولة.. أنت شخص حويط، سرعان ما تسترد نفسك وتعود إلى اللؤم الفطرى والخبث الطبيعى الذى يملأ روحك.. الشيطان يعلم أنك قذر إلى أقصى حد ولهذا فإنه يوفر لك محيطاً واسعاً من الدنس، يستوعب أحلامك، ويعلم أنك تحملت مجالسة الثوار والمؤمنين ردحاً من الزمن عندما تظاهرت بأنك منهم، لكن لا تنس أنك كسبت مالاً كثيراً من ادعاء الثورية، ثم كسبت مالاً أكثر من لعن الثورة والثوار، هو يعرف عنك كل شىء، لذلك فإنه يزنك بميزان الذهب، ولا يعدلك بغيرك من الجانحين والعصاة الذين يسهل أن يعودوا إلى الله لدى أول اختبار!. الشيطان لا يعتبرك مجرد عبد ضال نجح فى إغوائه، لكنه يراك مناضلاً حاربت تحت رايته ضد الشرف والأمانة حتى وصلت أخيراً للمرفأ الذى يريح روحك المتعبة. عِم صباحاً يا ربيب الشيطان وأكمل مشوار الجحيم فى صحبة حبيبك وصفيك وخليلك، وكن مخلصاً على الدوام لشعارك الأبدى: مع الشيطان ذاك أفضل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الشيطان ذاك أفضل مع الشيطان ذاك أفضل



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon