أسامة غريب
أصبحت ظاهرة ثابتة لا تسهل حلحلتها أن تعترض طريقك وأنت تسير بالسيارة عند أذان المغرب فى رمضان مجموعة من الصبية تم تكليفهم بتقديم جرعة من الشراب للركاب المسرعين فى طريقهم للحاق بالإفطار فى بيوتهم. هناك مَن ينظر لهذا الفعل باستنكار لأنه لا يؤدَّى بلطف، لكن يعترض الصبية السيارة ويقفون أمامها بكل رذالة ولا يتركون صاحبها قبل أن يأخذ ما يقدمونه ويشربه أمامهم حتى يتأكدوا أنه سعيد وممتن! وعلى الجانب الآخر، هناك مَن يحمد لهؤلاء الشباب والأولاد ما يقومون به، باعتبار أن مَن أفطر صائماً فله مثل أجره، وأن الاندفاع الذى يصل إلى حد الغتاتة فى أداء المهمة إنما يعود إلى الرغبة فى مرضاة الله وكسب الثواب. المستنكرون للأمر يدفعون بأن غايته المظهرية ومحاولة التقرب إلى الله من خلال أفعال تافهة، بعدما أصبح الجهاد الحقيقى شاقا ومكلفا وله تبعات ومسؤوليات لا يقدر على الوفاء بها إلا المخلصون.. أما ظاهرة الجرى وراء السيارات وقذف قائدها بالتمر فى قفاه إذا رفض أن يأخذه بالحسنى فهى لا تفترق عن الذى يترك العمل الصالح الحقيقى ومثاله الإتقان والصدق والأمانة وعدم قبول الرشوة، ثم تجده يلتمس الحسنات من خلال ورقة أدعية يطبعها ويصورها ويكتب عليها أن مَن يقوم بتوزيعها مائة مرة يكتب له قصر فى الجنة، ولا ينسى أن يذيل الورقة بأن هناك رجلاً فى ألمانيا أو فى الأرجنتين استخف بالورقة ورماها فى الزبالة، فمسخه الله وسخطه قرداً!
أصبحت ظاهرة ثابتة لا تسهل حلحلتها أن تعترض طريقك وأنت تسير بالسيارة عند أذان المغرب فى رمضان مجموعة من الصبية تم تكليفهم بتقديم جرعة من الشراب للركاب المسرعين فى طريقهم للحاق بالإفطار فى بيوتهم. هناك مَن ينظر لهذا الفعل باستنكار لأنه لا يؤدَّى بلطف، لكن يعترض الصبية السيارة ويقفون أمامها بكل رذالة ولا يتركون صاحبها قبل أن يأخذ ما يقدمونه ويشربه أمامهم حتى يتأكدوا أنه سعيد وممتن! وعلى الجانب الآخر، هناك مَن يحمد لهؤلاء الشباب والأولاد ما يقومون به، باعتبار أن مَن أفطر صائماً فله مثل أجره، وأن الاندفاع الذى يصل إلى حد الغتاتة فى أداء المهمة إنما يعود إلى الرغبة فى مرضاة الله وكسب الثواب. المستنكرون للأمر يدفعون بأن غايته المظهرية ومحاولة التقرب إلى الله من خلال أفعال تافهة، بعدما أصبح الجهاد الحقيقى شاقا ومكلفا وله تبعات ومسؤوليات لا يقدر على الوفاء بها إلا المخلصون.. أما ظاهرة الجرى وراء السيارات وقذف قائدها بالتمر فى قفاه إذا رفض أن يأخذه بالحسنى فهى لا تفترق عن الذى يترك العمل الصالح الحقيقى ومثاله الإتقان والصدق والأمانة وعدم قبول الرشوة، ثم تجده يلتمس الحسنات من خلال ورقة أدعية يطبعها ويصورها ويكتب عليها أن مَن يقوم بتوزيعها مائة مرة يكتب له قصر فى الجنة، ولا ينسى أن يذيل الورقة بأن هناك رجلاً فى ألمانيا أو فى الأرجنتين استخف بالورقة ورماها فى الزبالة، فمسخه الله وسخطه قرداً!