بقلم مكرم محمد أحمد
تكتسب زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر اهمية خاصة ترفعها إلى مكانة الحدث التاريخي،لآثارها البالغة الأهمية على علاقات البلدين فى مفترق طرق تاريخي، يلزم الدولتان مصر والسعودية تقوية وتحصين علاقاتهما الثنائية، وبذل كل الجهود الممكنة من أجل استعادة التضامن العربي، بما يسد أى فراغ يمكن ان ينشأ عن انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط لاعتقاد إدارة أوباما الخاطئ بأن الشرق الاوسط لم يعد يمثل مصلحة أمريكية!، بحيث ينهض العالمان العربى والاسلامى بمسئولياتهما تجاه التحديات التى تواجه المنطقة، ويمتنع على أى قوة إقليمية محاولة استثمار هذا الفراغ لصالح أهدافها الخاصة على حساب أمن العرب والخليج. ويزيد على هذا السبب الاستراتيجى الخطير، أن زيارة العاهل السعودى تأتى فى وقت تستشعر فيه معظم الدول العربية حاجتها الماسة إلى الخروج من حالة التفكك والتفتت العربى الراهن إلى موقف جديد يستعيد روح التضامن العربي، ويوظف الجامعة العربية(بيت العرب) لدور أفضل فى لم شمل العرب،وتعزيز العمل العربى المشترك، وتحقيق وحدة الصف فى مواجهة مخاطر قوى الإرهاب التى لا تزال تنهش الجسد العربي، وأطماع قوى اقليمية تسعى إلى تمديد نفوذها فى المنطقة وتتربص شرا بأمن الشرق الأوسط واستقراره.
ولأن جهود تسوية الازمتين السورية واليمنية وإنهاء الحرب الأهلية، واستعادة وحدة الدولة والتراب الوطنى فى البلدين يحظى بمساندة مصر والسعودية، ثمة فرصة كبيرة لبناء تضامن عربى جديد على أسس أكثر عقلانية ورشدا، خاصة ان الدلائل كلها تشير إلى امكان هزيمة الارهاب فى اليمن والعراق وسوريا، وتؤكد قدرة العالمين العربى والإسلامى على استعادة تضامنهما لمواجهة خطر الارهاب واجتثاث جذوره، الامر الذى وضح تماما فى مناورات حفر الباطن الاخيرة!. وما من شك أن علاقات قوية وشفافة بين الرياض والقاهرة تقوم على التواصل المباشر والتشاور المستمر، تشكل أساسا صحيحا لنواة صلبة يمكن أن تكون قوة جذب جديد لتضامن عربى واسع، كما تشكل مصدر تفاؤل حقيقيا لشعوب عالمنا العربى التى تتوق إلى الخروج من هذا النفق!..،ويسبق هذه الأسباب السياسية والاستراتيجية سبب خاص جدا يجعل الترحيب بزيارة خادم الحرمين فرضا على كل مصرى وفاء لما قدمته السعودية من صور المساندة للشعب المصرى فى حربه على الارهاب، لأن مصر تشكل خط الدفاع الأمامى فى حرب مقدسة هدفها الأول تحقيق أمن الشرق الاوسط واستقراره.