توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخلط بين السياسة والدين.. أكثر سوءات الخطاب الدينى؟

  مصر اليوم -

الخلط بين السياسة والدين أكثر سوءات الخطاب الدينى

مكرم محمد أحمد


اكثر سوءات الخطاب الدينى فى صورته الراهنة واشدها مدعاة للاصلاح العاجل، الخلط السيىء بين السياسة والدين! لان الدين يدخل فى دائرة المطلق، وليس فى الدين نصف حلال ونصف حرام، الحلال بين والحرام بين والحدود واضحة لاتحتمل الخلط، اما السياسة فهى بطبيعتها نسبية، اخذ وعطاء، ومساومة وانصاف حلول، يضطر الناس لقبولها لان ما لا يدرك كله لايترك كله.
صحيح ان الدين الاسلامى اهتم بالمعاملات إلى حد ان البعض يختصر الدين فى المعاملة، لكن الاسلام لم يضع نظرية كاملة فى الاقتصاد، وان شدد على ضرورة التكافل والبر واداء الزكاة ورفض الربا وأكل اموال اليتامى والمستضعفين،وكذلك لم يحدد الإسلام نظاما بعينه للحكم، وان كان قد اشترط على الحاكم العدل والتقوى ومراعاة الناس لان كل راع مسئول عن رعيته.
ومن المؤكد ان كثيرا من الشعارات التى يعتبرها البعض شعارات اسلامية من نوع،الاسلام هو الحل او سيف ومصحف، ودين ودولة، هى اجتهادات تدخل فى باب الفكر الاسلامى وليست نصوصا دينية، يتغاير عليها الزمن، يمكن ان تكون صالحة لزمان بعينه وغير صالحة لزمان آخر، خاصة مع اتساع دائرة التخصص، وزيادة تنوع العلوم وشمولها، وثقة الاسلام الكاملة فى العقل الانسانى ودعوته الانسان المسلم إلى ان يحسن التفكير والتدبير والتأمل.

ويرفض صحيح الاسلام ان تنشغل منابره بأمور السياسة لان المساجد لله وحده لا يحق لاحد ان يدعو فيها لسواه، ولان الدين لا ينبغى ان يكون مدعاة لخلاف وان صح فيه الاجتهاد، اما السياسة فهى لاتصلح إلا بالخلاف والرأى والرأى الآخر، كما ان توظيف الدين لخدمة السياسة لا يحق ولايجوز لان ثوابت الدين واضحة ومحددة لاتتغير بتغير الازمان، اما السياسة فيحكمها تغاير الازمنة والمصالح، وفى السياسة ليس هناك عداوات وصداقات ثابتة فقط هناك مصالح دائمة، وتكاد تقتصر علاقة الدين بالسياسة على مجموعة القيم الخيرة التى يدعو إليها الدين، تحض على الشفافية والنقاء وعدم الغش وتجنب البهتان والزور والحرص على التمسك بالشوري، وجميعها أمور تسمح السياسة باختراقها!..،ويمكن ان تكون هناك دولة إسلامية، فقط لان غالبيتها مسلمون،لكن الدولة المسلمة مطالبة بحرية الاعتقاد والدين،اما الدولة الدينية التى يحكمها الفقيه فلم يعرفها تاريخ الحكم الاسلامى الذى كان فى معظمه حكما مدنيا، يسمح بالخلاف مع الحاكم ومقاومة اعوجاجه، ويدعو إلى الشورى درءا للفتن وحرصا على الاستفادة بكل القدرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخلط بين السياسة والدين أكثر سوءات الخطاب الدينى الخلط بين السياسة والدين أكثر سوءات الخطاب الدينى



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon