بقلم مكرم محمد أحمد
لعل واحدا من أهم انجازات الرئيس السيسى فى مجال السياسة الخارجية سعيه الدؤوب إلى تصحيح العلاقات المصرية الافريقية، وحرصه على توسيع مجالات التعاون بين مصر والدول الافريقية، ليس فقط فى مجالات التنمية الاقتصادية وتبادل الخبرات والمنافع،أو لمواجهة مشاكل المياه فى دول حوض النيل، ولكن أيضا فى مجالات حفظ الامن والتصدى للارهاب بما يضمن حصار منظمات الارهاب وتصفيتها لان أمن إفريقيا هو سند استقرارها وتقدمها فى القرن الحادى والعشرين، كما كانت حركات التحرر والاستقلال الوطنى هى جوهر نضالها فى القرن العشرين، ويزيد من أهمية التحدى وجود منظمتين إرهابيتين تعملان فى أنحاء متفرقة من القارة، منظمة داعش التى تسعى إلى السيطرة على ليبيا لتجد لها موطئ قدم بديل عن العراق وسوريا!، ومنظمة بوكوحرام التى يمتد نشاطها إلى تشاد والنيجر ونيجيريا وتربطها علاقات تعاون وثيق مع داعش!.
لم يتخلف الرئيس السيسى عن حضور القمة الإفريقية، ويحرص على وجود مصر شريكا فى كل تجمع افريقي، ويؤكد فى كل مناسبة ان توجه مصر الافريقى توجه استراتيجى يشكل أولوية مطلقة فى سياسات مصر الخارجية..،وفى هذا الاطار يأتى إعلان شرم الشيخ الذى يجسد إرادة 27دولة افريقية تمتد من ساحل افريقيا الشمالى على البحر الابيض إلى عمقها وسط القارة، ويشكل نموذجا ومثالا لما ينبغى ان يكون عليه التعاون الدولى فى قضايا الامن والارهاب، لان البيان ينص فى بنوده على عدم التدخل فى الشئون الداخلية لاى دولة افريقية، والامتناع عن مساندة الحركات الانفصالية، وعدم تقديم اى عون أوملاذ لاى من جماعات الارهاب، وانشاء الية افريقية تمنع نشوب النزاعات بين الدول الافريقية تحت شعار كل مشكلة افريقية ينبغى ان يكون لها حل إفريقي، بما يعزز علاقات الثقة المتبادلة ويهيئ الارضية الصحيحة لتعاون مثمر وجاد فى مقاومة الارهاب، يشمل تبادل المعلومات والخبرات، وتعزيز امن الحدود المشتركة، وتشكيل قوة مشتركة تساعد الدول الافريقية فى حربها على الارهاب، وحماية الاجيال الجديدة من مخاطر العنف والتطرف.
ومايزيد من قيمة إعلان شرم الشيخ، ان معظم دول الساحل والصحراء تضم مجموعات سكانية مسلمة ومجموعات مسيحية واخرى وثنية، تتعايش فى امن وسلام فى هذا الحزام السكانى الذى يمتد وسط افريقيا، ويحاول البعض ان يجعل منه منطقة حروب وصراعات دينية وعرقية تفصل بين شمال القارة بأصوله العربية وجنوبها الزنجي!، بدلا من يكون جسر تواصل يربط اواصر القارة ويعزز تعاونها المشترك.