مكرم محمد أحمد
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى فى بغداد وسائر العراق سخرية وغضبا من الشيخ جلال الدين الصغير عضو البرلمان السابق وأحد الائمة الكبار فى العاصمة العراقية, لانه دعا فى خطبته يوم الجمعة الماضي العراقيين الى تحريم أكل الشوكولاتة وتوفير اثمانها لمواجهة مصاعب الحياة المتزايدة، فى الوقت الذى أصبحت فيه حكايات الفساد الشاغل الأول للعراقيين بعد تصريح خطير لمحسن الجبورى رئيس لجنة مكافحة الفساد أعلن فيه، انه لا حل لمشكلة الفساد فى العراق لان الكل فاسد من قمة الرأس إلى أخمص القدم بمن فيه شخصى!.
اعترف الجبورى بانه تقاضى رشوة قدرها خمسة ملايين دولار لكى يمنع التحقيق فى قضية فساد ضخمة، لكنه أخذ الرشوة واستمر فى تحقيقاته! مؤكدا ان اللجنتين اللتين تم تشكيلهما للحفاظ على المال العام لم تنجزا شيئا لان كل الاسماء أعلى الشجرة التى تولت مسئولية العراق سرقت العراق علنا بعد ان اصبحت السرقة دلالة على النفوذ والقوة ومن لا يسرق أصبح فى عداد الضعفاء لا يعمل أحد له حسابا!, وكان هوشيار زيبارى وزير المالية قد طرح بأن العراق يدفع ما بين 500 و 600 مليون دولار رواتب لجنود غير موجودين على أرض الواقع، تضمهم جداول مرتبات الميليشيات الشيعية لانهم فى الحقيقة اشباح جنود لا وجود لهم، كما دفع العراق مليون دولار ثمنا لصفقة طائرات لن تصل أبدا إلى العراق, ورغم ان الجميع استبعد رئيس الوزراء حيدر العبادى من قائمة الفاسدين مؤكدين صدق نواياه وعزمه على محاربة الفساد، فإن الكل يعتقد ان الفساد فى العراق تجاوز كثيرا قدرة رئيس الوزراء على ضبطه.
وسط هذا المناخ تبدو دعوة الشيخ جلال الدين الصغير العراقيين إلى الامتناع عن أكل الشوكولاتة ضربا من الفكاهة إلى حد أن العراقيين يطلقون عليه فى مواقع التواصل الاجتماعى الشيخ اشيكوب وما يزيد من سوء الوضع فى العراق الذى يعتبر واحدا من الدول الاقل شفافية والاكثر فسادا الانخفاض المستمر فى اسعار البترول إلى حد أن الجميع يتوقع عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين وتنفيذ تعاقدات إصلاح الطرق وبناء المحطات هذا العام، لان العراق يعتمد بنسبة 93 فى المائة من موازنته على البترول، ولان الفساد نهب الخزانة العامة بصورة فاقت كثيرا إسراف صدام حسين فى بناء مجده وقصوره الرئاسية.
وقع خطأ غير مقصود أمس، حيث تكرر نشر عمود لماذا أجلت الحكومة بيانها