توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب يحصدون الحصرم

  مصر اليوم -

العرب يحصدون الحصرم

مكرم محمد أحمد

من بين الأطراف الدولية للملف النووي الايراني، يكاد يكون العرب هم الأكثر تضررا ولن يحصدوا سوي الحصرم، لأن اتفاق تسوية الملف النووي الايراني يعني قبول المجتمع الدولي لإيران دولة حافة نووية تملك قدرة تخصيب اليورانيوم في الشرق الاوسط إلي جوار إسرائيل، التي تحتفظ بترسانة نووية تضم أكثر من 200قنبلة نووية فضلا عن أسلحة نووية تكتيكية لم يكشف عنها النقاب بعد، لاتخضع لرقابة او تفتيش دولي!، كما يعني توقيع الاتفاق دون الزام ايران بوقف مساندتها لجماعات الارهاب وتقليص نفوذها في سوريا ولبنان واليمن والعراق، أن تستمر إيران في منطقة الشرق الاوسط قوة عدوان دون رادع، تسعي لاحياء طموحات فارس القديمة في التوسع خاصة في منطقة الخليج علي حساب الامن العربي، كما يمكنها من مواصلة انشطتها في تصدير الثورة إلي جيرانها في العالم الاسلامي، ومحاولة النفاذ إلي الاقليات الشيعية في منطقة الخليج كي تصبح عنصر عدم استقرار داخل مجتمعاتها، فضلا عن التدفق المالي الضخم لمئات المليارات من الدولارات علي الخزانة الايرانية بسبب فك قيود الحظر علي تجارتها البترولية وتحرير أرصدتها المالية المحتجزة في بنوك امريكا والغرب التي تتجاوز 12 مليار دولار، تمكن طهران من تجاوز ازمتها الاقتصادية الراهنة وتحقيق فائض ضخم يساعدها علي تمويل حلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، كما يمكنها من الإنفاق السخي علي أبحاثها العلمية والنووية والعسكرية لتصبح قوة ناهضة تملك انيابا ومخالب وسياسات عدائية واسعة علي حساب أمن الخليج والامن القومي العربي، بينما العرب قاعدون في احوالهم الخاسرة، يحاربون بعضهم بعضا، وينتظرون عون واشنطن كي تخلصهم من داعش!..، والأكثر خطورة من ذلك ان تتمكن إيران من كسب ود الولايات المتحدة لتعاود دورها القديم شرطيا تحرس مصالح الولايات المتحدة في المنطقة علي حساب مكانة العرب وحقوقهم، وامنهم!.

لكن ثمة من يعتقد أن التغيير الذي سوف يطرأ علي احوال إيران ربما يشكل تحديا وحافزا قويا للعرب كي يفيقوا من أحوالهم الراهنة، وينشطوا في بناء مستقبل جديد ومجتمعات أكثر ديمقراطية تهتم بتنمية انسانها، تسابق إيران وتدخل العصر النووي، وتبني محطات نووية تمكنها من تدبير احتياجاتها من الطاقة، وتحسين جودة حياة مواطنيها، وتبنى سياسات علمية تقود إلي تقدم حقيقي لأنهم أن لم يفعلوا ذلك فسوف تذهب مصائرهم ادراج الريح، ويزدادون ضعفا وهوانا علي أنفهسم والاخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب يحصدون الحصرم العرب يحصدون الحصرم



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon