مكرم محمد أحمد
لا أظن أن مصر سوف تخسر كثيرا لان الديمقراطيين تمكنوا فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الامريكى من السيطرة الكاملة على مجلسى النواب والشيوخ، و نجحوا فى كسب المزيد من مقاعد حكام الولايات، الامر الذى يشير الى فرصهم المتزايدة فى كسب الانتخابات الرئاسية المقبلة و العودة الى البيت الابيض، خاصة أن سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس يمكن أن تحيل الرئيس أوباما الى بطة عرجاء، و تشل قدرته على أى مبادرات يمكن أن تنقذ حزبه!
و الحق أن الجمهوريين وقفوا بقوة فى وجه سياسات أوباما تجاه مصر بعد نجاح ثورة يونيو، وعارضوا قراره بتعليق المساعدات العسكرية،واتهموه علنا بالاخفاق فى تقدير مكانة مصر العربية والاقليمية ودورها المهم فى الحرب على الارهاب، و ما من شك أن هذه المواقف كان لها أثرها المهم على سياسات أوباما الذى يسعى الآن الى فتح صفحة جديدة فى العلاقات المصرية الأمريكية،كانت أول نتائجها الإفراج عن طائرات الاباتشى العشر التى وصلت بالفعل الى مصر للمساعدة فى حربها على الارهاب ،وان قرار تعليق المساعدات العسكرية لا يزال قائما، يحول دون وصول حجم من العتاد العسكرى الأمريكى المستحق لمصر تصل قيمته الى حدود 650مليون دولار، يؤكد جون كيرى وزير الخارجية الامريكى مرات عديدة أن ادارة أوباما سوف تراجع هذا القرار،لكن الواضح أن الادارة الامريكية تتباطـأ فى مراجعة قرارها على أمل أن تمتثل مصر لعدد من ضغوطها!
وأظن أن المصريين و أخص هنا الشارع المصرى، لن يأسفوا كثيرا على رحيل الديمقراطيين، لان الديمقراطيين أنكروا عليهم حقهم الديمقراطى فى أن يرفضوا حكم جماعة الاخوان المسلمين، و لم يكلفوا أنفسهم محاولة فهم معنى خروج 30 مليون مصرى الى الشوارع يرفضون حكم المرشد و الجماعة، و لان ادارة أوباما غضت النظر متعمدة عن عنف جماعة الاخوان المسلمين، وأصرت على أنها جماعة «معتدلة» رغم الجرائم العديدة التى ترتكبها، وغابت عنها النظرة المتوازنة لقضايا حقوق الانسان التى تمحور أغلبها حول اعتصام رابعة العدوية ومدى أحقية الحكومة فى فض هذا الاعتصام.
صحيح أن المصريين وضعوا آمالا كبارا على الرئيس أوباما فى بداية حكمه، لكن أوباما سرعان ما تراجع عن موقفه فى قضية الاستيطان مذعورا تحت ضغوط رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو!