بقلم مكرم محمد أحمد
يترافق مع عملية تحرير مدينة الموصل كبرى مدن العراق من سيطرة داعش، دخول القوات السورية بمساندة جوية من سلاح الطيران الروسى مدينة تدمر الاثرية وسط بادية الشام، التى احتلتها داعش قبل عام فى عملية بربرية آثارت مخاوف العالم من نيات داعش المعلنة فى تدمير أثار المدينة!..،
وتعنى سيطرة الجيش السورى على تدمر نجاح فرصه فى قطع طريق الامدادات الرئيسى لقوات داعش التى تصل إلى مدينة الرقة التى اعلنها أبوبكر البغدادى عاصمة لدولة داعش، كما يصل إلى محافظة دير الزور بحقولها البترولية شرق سوريا التى تكاد تقع بالكامل تحت سيطرة التنظيم الارهابي..، وثمة تكهنات سورية بعزم قوات الجيش السورى يؤازرها سلاح الجو الروسى على القيام بعملية عسكرية تستهدف تحرير مدينة الرقة من سيطرة داعش، ربما تدخل حيز التنفيذ العملى إذا تمكنت قوات الجيش العراقى يساندها التحالف الغربى فى استعادة مدينة الموصل.
وكما نجح العراقيون يؤازرهم التحالف الغربى فى استعادة ثلاثة محافظات عراقية، نجحت القوات السورية يؤازرها سلاح الجو الروسى فى استعادة اكثر من اربعة الاف ميل مربع بما يؤكد الاثر الضخم للتدخل العسكرى الروسى على خطط التحالف، الغربى فى العراق الذى كان يشكو من تلكؤ الامريكيين فى تحرير اراضيه!.
لكن الواضح من تعثر مفاوضات جنيف ان نجاح القوات السورية فى تحسين اوضاعها العسكرية على معظم الجبهات رفع سقف مطالب وفد الحكومة السورية، الذى يرفض الاقرار بضرورة وجود مرحلة انتقالية تمتد 18شهرا وتنتهى بانتخابات برلمانية ورئاسية، ويصر على اغلاق اى نقاش حول مصير بشار الاسد!، ثم جاءت تصريحات الرئيس بشار الاخيرة التى اعلن فيها انه يراهن على الحسم العسكرى وليس الحل السياسى لانه لا حل للأزمة السورية إلا عن طريق الموجهة والنصر، لتزيد من تعقيد مفاوضات جنيف بحيث لم يعد امام المبعوث الاممى دى ميستورا سوى اللجوء إلى الراعيين الاساسيين الامريكى والروس لانقاذ المفاوضات من ازمة ضخمة..، ويراهن الغرب والامريكيون على نجاح الرئيس الروسى بوتين فى الضغط على بشار الاسد من اجل الزامه بقبول مرحلة انتقالية تنتهى بكتابة دستور جديد للبلاد واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية..، ويبدو ان رحلة جون كيرى وزير الخارجية الامريكى الاخيرة إلى موسكو قد حققت بعض النجاح بالاتفاق على جدول زمنى ينظم المرحلة الانتقالية، لكن مشكلة بشار الاسد لاتزال بغير حل!.