مكرم محمد أحمد
أيا كانت أسباب الخلاف مع حماس، وجميعها يتعلق بمواقفها البالغة السوء من الثورة المصرية التى يصعب غفرانها او نسيانها خاصة ان حماس لم تكفر بعد عن سوءاتها، فربما تستحق حماس .
رغم ذلك بعض التحية لحسن استقبالها حكومة الوحدة الوطنية عند دخولها قطاع غزة، وعدم اعتراضهاعلى عقد جلسات الحكومة فى مقر الرئيس الفلسطينى فى القطاع الذى ظل مهجورا لاكثر من سبع سنوات منذ صدام فتح وحماس الذى إدى إلى انفصال غزة عن الضفة، ولتكليفها قوات امنها بتحية الحكومة الجديدة من خلال حرس الشرف اعترافا بها، بما يؤكد حرص حماس على اظهار التزامها باتفاق الوحدة الوطنية رغم ان الجميع يعرف ان حماس هى القوة الاساسية التى لاتزال تحكم القطاع على ارض الواقع.
والامر المؤكد ان حرص حماس على الترحيب العلنى باجتماع حكومة الوحدة الوطنية فى غزة، واعلانها المتكرر بانها ملتزمة بتسليم كل السطلة فى القطاع لهذه الحكومة، يهيئ مناخا افضل لمؤتمر المانحين الذى يعقد فى القاهرة لبحث قضية اعمارغزة، كما يثبت قدرة الفلسطينيين على توحيد مواقفهم خاصة، ان الاسرائيليين الذى كانوا يرفضون التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية سمحوا اخيرا لاعضاء الحكومة بالعبور من الضفة إلى غزة من خلال معبر أرينز فى إشارة واضحة إلى تغيير مواقفها..، وما من شك أن الرئيس محمود عباس الذى يأمل فى ان يصل حجم المساعدات الدولية لتمويل إعمار غزة إلى حدود اربعة مليارات دولار، يعرف جيدا ان مؤتمرات المانحين لاتلتزم عادة بكل ما تقترحه اوتقدمه من وعود، ومع ذلك فأن التركيزعلى عملية إعمار غزة فى هذه الظروف ومشاركة حماس فى انجاحها، يمكن ان يزيل كثيرا من العقبات والمخاوف التى تعترض عملية السلام، ويمكن ان يعزز ايضا قضية المصالحة الوطنية، ويمكن ان يحول فتح وحماس إلى حزبين كبيرين يتنافسان على خدمة شعبيهما، بدلا من شقيقين لدودين يحارب كل منهما الاخر..، وجميع ذلك يمكن ان يصبح حقائق مؤكدة ان تخلت حماس عن أيديولوجية الانفصال على نحو استراتيجى غير تكتيكى التى أوردتها مورد التهلكة دون ان تحقق أى انجاز حقيقى لمصلحة القضية الفلسطينية.