توقيت القاهرة المحلي 18:28:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأملات فى جريمة بيشاور!

  مصر اليوم -

تأملات فى جريمة بيشاور

مكرم محمد أحمد

مطلوب من كل مصرى وعربى أن يتأمل عميقا أبعاد الجريمة الفظة النكراء التى ارتكبتها فى مدينة بيشاور الباكستانية باسم الشريعة والإسلام جماعة طالبان،

 عندما تمكن 7 مسلحين من أعضائها يرتدون ملابس الجيش الباكستانى من اقتحام مدرسة لأطفال الضباط تتبع الجيش الباكستاني، وزعوا أنفسهم على فصول المدرسة يطلقون الرصاص على التلاميذ الصغار فصلا فصلا وتلميذا تلميذا، فى عملية وحشية استغرقت أربع ساعات، انتهت بسقوط 141 تلميذا قتيلا واصابة ما يقرب من 200، بدعوى الانتقام من الجيش الباكستانى لأنه شن حملة عسكرية على أحد الأحياء فى مدينة بيشاور!

غير أن الواضح من سياسات أمير الجماعة مولانا فضل الله أن هناك هدفا آخر لعملية بيشاور يتجاوز قصة الانتقام من الجيش الباكستاني، يتمثل فى أن المدرسة المستهدفة تضم فصولا لتعليم البنات، وهذا فى حد ذاته يشكل سببا قويا للعملية الوحشية، لأن طالبان باكستان شأنها شأن طالبان أفغانستان ترفض تعليم البنات، وتشن حملات هجومية لتدمير مدارسهن بدعوى أن التعليم يهدم أسس استقرار الأسرة الباكستانية، وثمة ما يؤكد أن مولانا فضل الله لا حفظه الله تمكن منذ عام 2009 من إغلاق أكثر من 1000 مدرسة لتعليم البنين والبنات فى وادى سوات والمناطق الأخرى التى يسيطر عليها أتباعه، ويذيع فيها صيته تحت اسم (الملا راديو) لأنه يملك محطة اذاعية اف ام يذيع منها حملاته الهجومية على الجيش و الحكومة الباكستانية، وينشر تحريضه العلنى على غلق مدارس البنات لأنها تفسد المرأة الباكستانية! ويطلق منها حملاته الشعواء ضد شلل الأطفال بدعوى أنها مؤامرة أمريكية يهودية لنشر العقم فى باكستان، وتمنع النمو السكانى للمجتمعات المسلمة كى لا يكونوا الكثرة الغالبة!!

يحدث ذلك فى القرن الحادى و العشرين وفى دولة باكستان التى تمكنت رغم أوضاعها الصعبة من تصنيع قنبلة نووية جعلتها واحدة من أعضاء النادى النووى العالمي، يشكل مخزونها من القنابل النووية أحد عناصر القلق على أمن العالم خوفا من وقوعها فى أيدى هذه الجماعات المتطرفة التى لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضى الباكستانية قريبا من حدود أفغانستان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات فى جريمة بيشاور تأملات فى جريمة بيشاور



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon