مكرم محمد أحمد
بعد ضرباتها الموجعة لمصر وروسيا ولبنان وفرنسا ومالى على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ضربت داعش العريش وضربت تونس، ولا تزال تتحدى العالم، تدمر وتخرب وتتسبب فى المزيد من القتلى والجرحي، فيما يشبه ان تكون حربا كونية تشنها داعش على العالم أجمع، تضرب فى أى مكان وفى كل مكان لا يردعها عائق، لانها تعرف ان المجتمع الدولى لا يزال منقسما على نفسه، عاجزا عن تكتيل جهوده فى تحالف موحد يدمر بنيتها العسكرية ويجتث جذورها!.
ولا يبدو أن الجهود التى يبذلها الرئيس الفرنسى اولاند من اجل توحيد كل الجهود فى تحالف عالمى واحد يضم روسيا وامريكا سوف تحقق النجاح، بسبب سياسات الاحتواء التى يصر عليها الرئيس الامريكى اوباما، الذى يضرب داعش بالقطاعى وبحنان بالغ!، ويشن عليها بين الحين والاخر بضع غارات جوية لا تنتج الكثير ذرا للرماد فى العيون، اعتادت عليها داعش وعرفت كيف تكيف نفسها معها، بإخفاء معداتها وتحصين مواقعها وملاذاتها فى أنفاق تحت الأرض!.
استهدفت داعش فى العريش القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية فى شمال سيناء،واستهدفت فى تونس حافلة تحمل عددا من ضباط وجنود أمن الرئاسة التونسية قتلت منهم 12شخصا واصابت ما يقرب من ال20..، وبرغم قسوة الضربتين خرج الاتحاد العام للشغل فى تونس أكبر منظمة عمالية ليعلن فى موقف بطولى ان تونس لن تحنى رأسها، وأن الاتحاد سوف يمنع كل صور التظاهر والاحتجاجات والمطالبات الفئوية حرصا على وحدة تونس فى حربها على الإرهاب، وهذا نفس ما فعلته مؤسسات العدالة والقضاء فى مصر، عندما اعلنت فى موقف تاريخى رفضها للإرهاب وإصرار قضاة مصر على استمرار مهامهم فى شمال سيناء.
وأغلب الظن أن داعش سوف تواصل ترويعها للعالم فى ظل تخاذل سياسات الرئيس الامريكى الذى يركز كل جهوده على إفشال الروس فى سوريا،وتعقيد مهمة الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية،ويصر فى غضون الشهور الأخيرة من فترة حكمه الثانية على مقامرة فاشلة، تضع أمن العالم وسلامه فى كفة وتضع بشار الأسد فى كفة أخرى رغم أن بشار سوف يسقط لا محالة، لكنها مجرد ذريعة لاستمرار مخطط واشنطن لتفتيت الشرق الاوسط!،والدرس الوحيد المستفاد من هذه المأساة الإخلاقية، أن يعتمد المصريون على أنفسهم فى حربهم على الإرهاب لاينتظرون عونا من أوباما أو غير أوباما.