مكرم محمد أحمد
لا يستطيع احد ان يجادل في حق المملكة العربية في تنفيذ احكام قضائية استوفت شروطها القانونية وبينها ضمانات الدفاع، ولكن اعتبارات المواءمة كانت تفرض توزيع تنفيذ احكام الاعدام علي فترة زمنية اطول، لان اعدام الناس بالجملة حتي ان كانوا يستحقون الاعدام يثير التأفف والاسف!، خاصة انه جاء في مطلع عام جديد يريد الجميع ان يستبشر به خيرا، واظن انه آن الاوان كي تعيد السعودية النظر في استخدام السيف في قطع الرقاب كي تتفرد داعش بهذا الامتياز وكذلك التنفيذ العلني لهذه الاحكام.
ولان غاية مايريده الشامتون ان تطحن الفتنة الكبري بين السنة والشيعة العالم الاسلامي،وتثير حربا ضروس تقسم العالمين العربي والاسلامي،تستنزف قواهما وتسيء إلي صورة الاسلام، يحسن بالسعودية ودول الخليج التركيز علي النزعة التوسعية والعنصرية التي تطبع سلوك فارس منذ القدم،وتحفزها علي محاولات السيطرة والهيمنة علي دول الخليج،املا في ان تستعيد إيران دورها القديم شرطيا يحمي المصالح الامريكية في المنطقة، خاصة بعد التسوية السلمية للملف النووي الايراني!، وان تبدأ السعودية ودول الخليج حركة اصلاح واسعة اساسها المساواة الكاملة في حقوق المواطنة بين سكانها الشيعة والسنة.
واظن ان المطلوب اولا من اجتماعات وزراء الخارجية العرب ليس المزيد من صب الزيت علي النار او اغلاق الابواب امام فرص استئناف الحوار بين الفرس والعرب، وانما توجيه رسالة تحذير قوية إلي حزب الله اللبناني، تذكره بانه حزب لبناني واجبه الاول احترام اعتبارات الوفاق الوطني اللبناني وتفهم التزامات الدولة اللبنانية في علاقاتها مع اشقائها العرب، وان يعرف ان دوره الطائفي يقتصر علي كفالة حقوق الشيعة في لبنان وليس الدفاع عن شيعة العالم اجمع.
وحسنا ان اعلنت السعودية في ظل هذه الظروف عزمها علي مساندة جهود التسوية السلمية للازمة السورية بحيث تصبح الاولوية المطلقة لوقف الحرب الاهلية وانهاء عذابات الشعب السوري والحفاظ علي مؤسسات الدولة السورية، خاصة ان الغرب والامريكيين يعتقدون ان من صالحهم الآن انهاء الحرب السورية لاغلاق موجة الهجرة التي تدق ابواب اوروبا، لكن يبدو من انحياز الحوثيين المتسرع لايران في الازمة الاخيرة، ان امد الصراع في اليمن يمكن ان يطول ،لكن التحالف السعودي يخسر كثيرا ان ترتب علي هذا الصراع المزيد من سيطرة تنظيم القاعدة علي ولايات الجنوب اليمني.