مكرم محمد أحمد
أستطيع أن أؤكد بعد حوار صريح شفاف، استمر ثلاث ساعات، مع رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، شارك فيه خمسة من كبار الكتاب ورؤساء التحرير، لا تنقصهم شجاعة الرأى والموقف،
أن الحكومة، التى ربما لا تحظى بدعم شعبى كبير، تملك إرادة جادة لإصلاح شامل يضع مصر على طريق التنمية والتقدم، وتعرف جيدا أنها مطالبة بقرارات صعبة، وجهود ضخمة تواجه هذا الحجم الهائل من التحديات والمشكلات المتفاقمة، وتدرك عن يقين أنها تواجه مطالب شعب اختلف كثيرا، يصر على حقوق شهدائه، وينتظر أداءا مختلفا، وتتعامل مع برلمان حر يمارس حقه فى الرقابة الكاملة على أعمال السلطة، لاتحكمه أغلبية سابقة التجهيز.
والواضح من الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة، أنها تضع على رأس أولوياتها ضرورة إحداث تغيير حقيقى فى خدمات التعليم والصحة والإسكان يلمس الناس آثاره فى غضون عامين أو ثلاثة بصورة تحيى الأمل فى قدرة الإنسان المصري، على تخطى الصعاب، وتضمن استمرار مسيرة العمل الوطنى إلى أهدافها المختارة، بحيث ترتفع معدلات النمو فى غضون السنوات الخمس المقبلة إلى 10%، تضمن توظيف مليون مواطن مصرى كل عام فى المشروعات القومية الكبري، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتضمن التحسين المستمر لجودة الخدمات إلى أن تصل إلى مستواها اللائق قبل عام 2020، ويتوافق مع ذلك التزام الدولة الصارم بحقوق الإنسان المصري، بما يضمن الحفاظ على إنسانيته وكرامته، ويصون حقوقه من أى بغى أو عدوان، ويمكن محدودى الدخل من مظلة أمان تحقق التكافل والكرامة، وتفى باحتياجاتهم الأساسية. وما من شك أن تنفيذ هذا البرنامج الطموح يتطلب حكومة قوية تخلو من الأيدى المرتعشة، تسد كل ثقوب الفساد، وتفسح المجال واسعا أمام القطاع الخاص، هدفها الأول خدمة المواطن، والارتقاء بقدراته، وتحقق الرضا العام، وتبنى اقتصادا وطنيا يتسم بالتنافسية والجودة، يقدر على جذب استثمارات مباشرة جديدة تصل إلى حدود 15 مليار دولار فى غضون خمسة أعوام، وترشد سلوك بيروقراطية شديدة الوطأة كثيفة الزحام، يحسن تخفيض أعدادها بالتوسع فى الإحالة المبكرة للمعاش وتنشئ نظاما صارما للثواب والعقاب يجتث كوارث التسيب والإهمال، حكومة تضع نصب عينيها واهتمامها تحسين جودة المنتج المصري، وضمان تطويره وتحديثه بما يمكنها من ترويجه فى الداخل، وتسويقه فى الخارج، لأن زيادة الإنتاج المصرى هى الحل الوحيد، وتعنى ببساطة المزيد من فرص العمل، والمزيد من الرواج، والمزيد من الاكتفاء الذاتى، والمزيد من تقدم المجتمع وتحسين جودة الحياة.