مكرم محمد أحمد
رغم ان جماعة الاخوان المسلمين لم تكن ابدا جماعة سلمية، بل ان كل وقائع تاريخها تؤكد انها كانت المعطف الذي خرجت من تحته كل منظمات العنف والارهاب في مصر والعالم العربي، يدعي قادة الجماعة الآن، ان عهود سلمية الجماعة قد انتهت بسيطرة قيادات جديدة علي مستقبل جماعة الاخوان المسلمين، ينتمي معظمهم إلي اولاد خيرت الشاطر، يعتقدون انه لا بديل عن مواجهة مسلحة مع الحكم في مصر لتمكين جماعة الاخوان مرة آخري من سدة الحكم، ويرسمون خططا شيطانية تستهدف استفزاز اجهزة الامن كي تقوم بعمليات اعتقال عشوائية تعيد إلي ذاكرة المصريين ما حدث في ستينيات القرن الماضي، كما تعيد للجماعة مظلوميتها القديمة!.
وربما يكون من الضروري ان تكون لحكومة مصر خطط مقابلة تفسد اهداف خطط جماعة الاخوان الشيطانية، تدعو أعضاء الجماعة الذين لم يتورطوا في ارتكاب جرائم كبيرة ضد وطنهم وليس علي ايديهم آثار دماء مصرية إلي العودة إلي احضان الوطن، وتسقط كل الاحترازات التي تتعلق بشخوصهم إلي ان يتم اكتشاف انهم مخادعون تسربوا ضمن صفوف العائدين يشكلون طابورا خامسا..،هؤلاء ينبغي ان تتم محاسبتهم مرة آخري.
وربما يكون مفيدا ان يتبع ذلك او يتوافق معه تنفيذ الوعد الذي التزم به الرئيس السيسي بالافراج عن مجموعات الشباب مهما تكن احترازات اجهزة الامن علي هذا القرار لان وعد الرئيس لا ينبغي ان يتبدد دخانا في الهواء، ولان الافراج عن هؤلاء الشباب سوف يزيد من تماسك الجبهة الداخلية ويغلق ثغرة تستنزف الكثير من الجهد، وليس هناك ما يمنع من إعادة محاكمة كل من يصدر بشأنه قرارعفو لكنه يتنكب الطريق الصحيح!.
ويكمل هذا الجهد أن يصدر تشريع جديد، يمنع تنفيذ عقوبة الاعدام عن كل من جاوز السبعين عاما، سواء للذين ارتكبوا جرائم جنائية او جرائم سياسية تتعلق بأمن مصر، لان اعدام شخص جاوز السبعين عاما أمر يعافه الذوق القانوني السليم احتراما لهذه السن، وما من شك ان استبدال عقوبة الاعدام بالسجن المؤبد لهؤلاء ربما يكون افضل الف مرة من تعليق عقوبة الاعدام لثلاثة اعوام كما اقترح المجلس القومي لحقوق الانسان، لان تعليق عقوبة الاعدام سوف يكشف للقاصي والداني ان الهدف تفويت حكم الاعدام علي قادة الاخوان المسلمين، بينما يمثل إعفاء كل من جاوز السبعين عاما خطوة إنسانية بالغة التحضر، لا تسيء إلي العدالة ولا تنتهك تكافؤ الفرص بين الجميع.