مكرم محمد أحمد
شكرا لإدارة الرئيس الامريكى اوباما، لانها افرجت عن طائرات الاباتشى العشر لمساعدة مصر فى حربها على الارهاب، رغم ان الطائرات تدخل ضمن استحقاق مصر وكان ينبغى تسليمها قبل عدة اشهر ضمن عتاد أمريكى آخر قيمته 650 مليون دولار يشمل عددا من طائرات اف 16، لكن الادارة الامريكية علقت تسليم المعدات العسكرية لمصر لأن المصريين رفضوا فى يونيو وخلال تظاهراتهم الحاشدة التى ضمت أكثر من 30 مليون مصرى حكم المرشد والجماعة.
الامر الذى كان سببا فى ازمة شديدة تعرضت لها العلاقات الامريكية المصرية، إلى ان اتفق الرئيسان اوباما والسيسى على فتح صفحة جديدة فى علاقات البلدين خلال لقائهما المهم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة..، ومنذ هذا التاريخ تكرر واشنطن وعودها بالافراج العاجل عن باقى المعدات العسكرية المستحقة لمصر وبينها طائرات اف 16، مرات عديدة على لسان وزير الخارجية جون كيرى الذى يؤكد فى كل زيارة يأتى فيها إلى القاهرة انه يعمل لإنهاء قرار التعليق، ويتوقع قريبا صدور قرار من إدارة اوباما، ومرات اخرى عديدة على لسان وزير الدفاع هاجال، لكن يبدو ان إدارة اوباما تتباطأ عمدا فى رفع قرار التعليق لأسباب غير مفهومة رغم اتفاق الجانبين المصرى والامريكى على بدء الجولة الاولى من الحوار الاستراتيجى بين البلدين فى 9 يناير القادم فى القاهرة، بحضور وزيرى خارجيتى البلدين وعدد غيرقليل من الخبراء يشكلون اللجان الثلاث،العسكريةوالاقتصادية والسياسية، التى تعيد صياغة علاقات البلدين على أسس متكافئة واضحة تضمن لها الاستمرار والتقدم.
وأظن ان حوارا استراتيجيا يستهدف تقنين علاقات البلدين فى إطار واضح يصون مصالحهما المشتركة، يتطلب أول ما يتطلب انهاء تعليق المساعدات العسكرية لمصر،والافراج السريع عن باقى الصفقة المستحقة تأكيدا على الثقة المتبادلة، واحتراما لضرورة ان يتم الحوار الاستراتيجى دون شروط ضاغطة، خاصة ان التأخير فى تسليم صفقة الأسلحة المستحقة يضر أمن مصر وينال من كرامتها.