توقيت القاهرة المحلي 15:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فساد نوبل!

  مصر اليوم -

فساد نوبل

بقلم : مكرم محمد أحمد

 فى هذا الزمن الغريب الذى لا يعفى أى مؤسسة من مرض الفساد مهما يكن عُلو اسمها، ضرب الفساد الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل، وأعلنت الأكاديمية امتناعها عن منح جائزة نوبل للآداب لعام 2018 عقب نشر الصحافة السويدية أنباء عن فضائح تحرش جنسى داخل الأكاديمية، عطلت إعلان جائزة نوبل فى الآداب هذا العام، وإن كانت الأكاديمية قد أكدت فى بيان مختصر أن باقى جوائز نوبل التى لم يلحق بها أى أذى سوف يتم إعلانها فى الوقت المحدد.

ونشرت الصحافة السويدية أن المصور الفرنسى جان كلود أرنولد زوج إحدى العضوات الأكاديميات، الشاعرة السويدية كاترينا فروستين عضو لجنة المحلفين فى الأكاديمية التى تضُم 18 شخصية، يشكلون لجنة ترشيح الجائزة، متهم بالتحرش الجنسى بأكثر من 18 سيدة داخل الأكاديمية وخارجها، كما أنه متهم بتسريب 7 اسماء فازت بالجائزة ولكنه أنكر الاتهامين، وقد اضطرت الشاعرة كاترينا إلى التخلى عن عضويتها فى اللجنة، وبسبب هذه الفضيحة أعلنت رئيسة الأكاديمية سارة دانيوس استقالتها من رئاسة الأكاديمية، وثمة أنباء عن أن الأميرة السويدية فيكتوريا ولية العهد لم تسلم من تحرش المصور الفرنسى جان كلود أرنولد زوج الشاعرة كاترينا، عندما حاول أن يتحسس خفية الأميرة فيكتوريا خلال مشاركتها فى إحدى المناسبات المهمة داخل الأكاديمية عام 2006، كما توقف عن عضوية لجنة المحلفين للجائزة عدد آخر من الأكاديميين غير زوجة المصور الفرنسى الشاعرة السويدية بحيث لم يبق من أعضائها الـ18 سوى 11 شخصاً.

ويعتبر امتناع الأكاديمية السويدية عن إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب عن عام 2018 حدثاً فريداً لم يتكرر منذ عام 1949، لأن الأكاديمية السويدية علقت إعلان جائزة نوبل للآداب 7 مرات على طول تاريخها بسبب الحرب أو إخفاق المحلفين فى الاتفاق على اسم مرشح يفوز بالجائزة، وقد رحبت الحكومة السويدية بقرار تأجيل إعلان جائزة نوبل للآداب كما أعلن ملك السويد كارل جوستاف أن الامتناع عن إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 2018 سوف يمكن الأكاديمية من التركيز على محاولة استعادة مصداقيتها، لأن ما حدث أثر بالسلب على الجائزة، لكن الملك السويدى حض الأكاديمية على أن تعمل دون كلل من أجل استعادة سمعة الجائزة ومصداقية الأكاديمية التى تضررت كثيراً بسبب هذه الحوادث، كما اعترف رئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل كارل هنريك بأن الأزمة أثرت بالفعل على مصداقية الجائزة، وأنهم يأملون فى أن تستعيد المؤسسة ثقة العالم وثقة الشعب السويدي، وأن تنجح فى إصلاح نظام المحلفين الراهن، وتحديث نظم الإدارة والمحافظة على سرية المعلومات، وعلاج كل العيوب والنقائص التى أسفر عنها الحادث.

وقد تسببت الأضرار التى لحقت بسمعة الأكاديمية فى غضب فئات عديدة من المجتمع السويدى خرجت فى مظاهرة حاشدة، أحاطت بمبنى الأكاديمية يحتجون على عدم طرد الشاعرة السويدية كاترينا فروستين عضو لجنة المحلفين وزوجة المصور الفرنسى بطل فضيحة الأكاديمية.

واعترف بيان أخير صدر عن الأكاديمية بأن الأزمة تعتصر الأكاديمية من داخلها، وأن الخلافات والاتهامات المتبادلة تسيطر على مناخ الأكاديمية وعلاقات أعضائها، وقال البيان إن الأكاديمية تأمل فى غضون عام فى أن تُعيد النظر فى عضوية لجانها، وتحديث نُظم الأداء وإحكام الرقابة على أنظمة تصنيف المعلومات السرية, والقيام بعملية إصلاح شامل تستهدف إعادة تقنين نُظم الإدارة والرقابة والمتابعة, بما يمنع تكرار ما حدث، ويسمح لأعضاء اللجان والمحلفين بأن يغادروا الأكاديمية مختارين ليحل مكانهم آخرون يجددون دماء الأكاديمية ويعملون على تطويرها مع المزيد من الانفتاح على العالم الخارجى.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فساد نوبل فساد نوبل



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon