توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدة الكوريتين!

  مصر اليوم -

وحدة الكوريتين

بقلم : مكرم محمد أحمد

 يبدو أن الطريق إلى إخلاء الكوريتين الشمالية والجنوبية من الأسلحة النووية أصبحت سالكة، بعد لقاء تاريخى جمع الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، والرئيس الكورى الجنوبى مون جاى على أرض كوريا الجنوبية فى منطقة خط وقف إطلاق النار التى تفصل بين حدود الكوريتين، حيث أمضى الرئيسان يوماً كاملاً، أكلا معاً وتحادثا طويلاً وضحكا سوياً وأخذ كل منهما الآخر بالأحضان، وأرسل الزعيمان إشارة واضحة إلى العالم أجمع بأنهما عازمان على إقرار سلام دائم فى الخليج الكوري.

والواضح أن لقاء الرئيسين الكوريين مهد الطريق إلى لقاء القمة الآخر الذى يجمع بين الرئيسين الأمريكى ترامب، والكورى الشمالى كيم جونج أون بعد أن أكد الرئيس الأمريكى فى تغريدة أخيرة، أن ما حدث يُشكل تقدماً كبيراً فى طريق إزالة الأسلحة النووية من الخليج الكوري، وأنه يتطلع إلى لقاء الرئيس الكورى الشمالى فى نهاية مايو أو أول يونيو المقبل، وكان رئيس كوريا الجنوبية مون قد أعلن أن الرئيس الكورى الشمالى على استعداد لأن يناقش مع ترامب إخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية دون شرط إنسحاب القوات الأمريكية «29 ألف جندى» من كوريا الجنوبية، والواضح أيضاً من إعلان كوريا الشمالية السبت الماضى بأنها لن تقوم بأى تجارب نووية أو صاروخية، وأنها علقت برنامجها النووى بعد تجربتها النووية الأخيرة التى أكدت امتلاكها سلاحا نوويا تزيد قوته التفجيرية أضعافاً عن قنبلة هيروشيما، كما علقت برنامجها الصاروخى بعد أن تأكد للجميع أن صواريخها البلاستيكية قادرة على أن تصل إلى أى مدينة على أرض الولايات المتحدة بما فيها العاصمة واشنطن، بما يؤكد حجم التطور الضخم الذى طرأ على مواقف الرئيسين الأمريكى والكورى الشمالى اللذين كانا قبل عام واحد يتناطحان رأسا برأس، ويتبادلان التهديدات بإزالة كل منهما من فوق سطح الأرض ويسخران من بعضهما البعض بصورة لاذعة!

صحيح أن إعلان الرئيس الكورى الشمالى وقف برنامجيه النووى والصاروخي، وتأكيده أن كوريا الشمالية سوف تُكرس جهودها مستقبلاً للتنمية الاقتصادية الشاملة وليس سباق التسلح النووى بما يعنى حدوث انفراجة ضخمة، لكن الصحيح أيضاً أن الرئيس الشمالى كيم جونج أون تحدث عن «تعليق» برنامجيه ولم يتحدث عن إنهائهما بما يؤكد أن مفاوضات شاقة لا تزال تنتظر الجانبين الأمريكى والكورى الشمالى لتسوية اتفاقهما حول إخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية، ولأن الشيطان يكمن فى التفاصيل، كما يقولون، يصبح الاحتراز واجباً خصوصاً أننا أمام شخصيتين يصعب التنبؤ بمواقفهما الأخيرة، ولا يزال الرئيس ترامب يؤكد أنه يمكن أن يغادر قاعة المفاوضات على الفور دون أى اتفاق، فى نوع من إستعراض القوة وممارسة أشد الضغوط على الرئيس الكورى الشمالي، بما جعل المراقبين يتساءلون عن طبيعة هذا الاتفاق الذى يلزم كوريا الشمالية تدمير أسلحتها النووية وصواريخها العابرة للقارات تحت رقابة مفتشين دوليين دون معرفة الضمانات التى يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة للكوريين الشماليين كى يقبلوا بالشروط الأمريكية، ويتحقق لهم الأمان الذى يكفل سلاماً دائماً.

والحق أنه دون جهود الرئيس الكورى الجنوبى مون ما كان يمكن أن يتحقق هذا الإنجاز الضخم الذى كان منذ البداية موضع سخرية ورفض الرئيس الأمريكى ترامب، خاصة أنه حتى عام 2017 كان الرئيس الكورى الشمالى لم يبلغ بعد ذروة تقدمه رغم تجاربه النووية الست التى مكنته من تفجير قنبلة هيدروجينية تتجاوز قدرتها التفجيرية أضعاف قنبلة هيروشيما، ولم تكن كوريا الشمالية قد تمكنت من تركيب رأس نووية على رأس صاروخ بلاستيكى يتجاوز مداه ثلاثة آلاف ميل، يمكن أن يصل إلى أى مدينة أمريكية على أرض الولايات المتحدة، بما فى ذلك العاصمة واشنطن، ودون هذين الإنجازين ما كان يمكن لرئيس كوريا الشمالية أن يقدم على مقامرة التفاوض مع الرئيس الأمريكى.

والواضح أن إصرار الرئيس الجنوبى الكورى مون الذى تولى الحكم العام الماضى على تحقيق سلام كوريا هو العنصر الأساسى فى تحريك أحداث المنطقة فى هذا الاتجاه، فقد استطاع فى غضون عام واحد أن يهيئ الظروف التى مكنته من تحقيق هذا الإنجاز الضخم الذى يحظى بحماس الكوريين الجنوبيين، وتأييدهم أملاً فى تحقيق وحدة الكوريتين.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة الكوريتين وحدة الكوريتين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon