توقيت القاهرة المحلي 07:27:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدة الكوريتين!

  مصر اليوم -

وحدة الكوريتين

بقلم : مكرم محمد أحمد

 يبدو أن الطريق إلى إخلاء الكوريتين الشمالية والجنوبية من الأسلحة النووية أصبحت سالكة، بعد لقاء تاريخى جمع الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، والرئيس الكورى الجنوبى مون جاى على أرض كوريا الجنوبية فى منطقة خط وقف إطلاق النار التى تفصل بين حدود الكوريتين، حيث أمضى الرئيسان يوماً كاملاً، أكلا معاً وتحادثا طويلاً وضحكا سوياً وأخذ كل منهما الآخر بالأحضان، وأرسل الزعيمان إشارة واضحة إلى العالم أجمع بأنهما عازمان على إقرار سلام دائم فى الخليج الكوري.

والواضح أن لقاء الرئيسين الكوريين مهد الطريق إلى لقاء القمة الآخر الذى يجمع بين الرئيسين الأمريكى ترامب، والكورى الشمالى كيم جونج أون بعد أن أكد الرئيس الأمريكى فى تغريدة أخيرة، أن ما حدث يُشكل تقدماً كبيراً فى طريق إزالة الأسلحة النووية من الخليج الكوري، وأنه يتطلع إلى لقاء الرئيس الكورى الشمالى فى نهاية مايو أو أول يونيو المقبل، وكان رئيس كوريا الجنوبية مون قد أعلن أن الرئيس الكورى الشمالى على استعداد لأن يناقش مع ترامب إخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية دون شرط إنسحاب القوات الأمريكية «29 ألف جندى» من كوريا الجنوبية، والواضح أيضاً من إعلان كوريا الشمالية السبت الماضى بأنها لن تقوم بأى تجارب نووية أو صاروخية، وأنها علقت برنامجها النووى بعد تجربتها النووية الأخيرة التى أكدت امتلاكها سلاحا نوويا تزيد قوته التفجيرية أضعافاً عن قنبلة هيروشيما، كما علقت برنامجها الصاروخى بعد أن تأكد للجميع أن صواريخها البلاستيكية قادرة على أن تصل إلى أى مدينة على أرض الولايات المتحدة بما فيها العاصمة واشنطن، بما يؤكد حجم التطور الضخم الذى طرأ على مواقف الرئيسين الأمريكى والكورى الشمالى اللذين كانا قبل عام واحد يتناطحان رأسا برأس، ويتبادلان التهديدات بإزالة كل منهما من فوق سطح الأرض ويسخران من بعضهما البعض بصورة لاذعة!

صحيح أن إعلان الرئيس الكورى الشمالى وقف برنامجيه النووى والصاروخي، وتأكيده أن كوريا الشمالية سوف تُكرس جهودها مستقبلاً للتنمية الاقتصادية الشاملة وليس سباق التسلح النووى بما يعنى حدوث انفراجة ضخمة، لكن الصحيح أيضاً أن الرئيس الشمالى كيم جونج أون تحدث عن «تعليق» برنامجيه ولم يتحدث عن إنهائهما بما يؤكد أن مفاوضات شاقة لا تزال تنتظر الجانبين الأمريكى والكورى الشمالى لتسوية اتفاقهما حول إخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية، ولأن الشيطان يكمن فى التفاصيل، كما يقولون، يصبح الاحتراز واجباً خصوصاً أننا أمام شخصيتين يصعب التنبؤ بمواقفهما الأخيرة، ولا يزال الرئيس ترامب يؤكد أنه يمكن أن يغادر قاعة المفاوضات على الفور دون أى اتفاق، فى نوع من إستعراض القوة وممارسة أشد الضغوط على الرئيس الكورى الشمالي، بما جعل المراقبين يتساءلون عن طبيعة هذا الاتفاق الذى يلزم كوريا الشمالية تدمير أسلحتها النووية وصواريخها العابرة للقارات تحت رقابة مفتشين دوليين دون معرفة الضمانات التى يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة للكوريين الشماليين كى يقبلوا بالشروط الأمريكية، ويتحقق لهم الأمان الذى يكفل سلاماً دائماً.

والحق أنه دون جهود الرئيس الكورى الجنوبى مون ما كان يمكن أن يتحقق هذا الإنجاز الضخم الذى كان منذ البداية موضع سخرية ورفض الرئيس الأمريكى ترامب، خاصة أنه حتى عام 2017 كان الرئيس الكورى الشمالى لم يبلغ بعد ذروة تقدمه رغم تجاربه النووية الست التى مكنته من تفجير قنبلة هيدروجينية تتجاوز قدرتها التفجيرية أضعاف قنبلة هيروشيما، ولم تكن كوريا الشمالية قد تمكنت من تركيب رأس نووية على رأس صاروخ بلاستيكى يتجاوز مداه ثلاثة آلاف ميل، يمكن أن يصل إلى أى مدينة أمريكية على أرض الولايات المتحدة، بما فى ذلك العاصمة واشنطن، ودون هذين الإنجازين ما كان يمكن لرئيس كوريا الشمالية أن يقدم على مقامرة التفاوض مع الرئيس الأمريكى.

والواضح أن إصرار الرئيس الجنوبى الكورى مون الذى تولى الحكم العام الماضى على تحقيق سلام كوريا هو العنصر الأساسى فى تحريك أحداث المنطقة فى هذا الاتجاه، فقد استطاع فى غضون عام واحد أن يهيئ الظروف التى مكنته من تحقيق هذا الإنجاز الضخم الذى يحظى بحماس الكوريين الجنوبيين، وتأييدهم أملاً فى تحقيق وحدة الكوريتين.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة الكوريتين وحدة الكوريتين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon