توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنبؤات عام جديد

  مصر اليوم -

تنبؤات عام جديد

بقلم - مكرم محمد أحمد

يعتقد علماء المسلمين الذين عُرفوا بالورع والتقوي، أن ما يصيب الإنسان من خير فى حياته على الأرض فهو من الله وحده عز وجل، أما ما يلحق بالإنسان من الضرر فمصدره أفعال الإنسان على الأرض، وهذا ما يعتقده أيضاً علماء المناخ، الذين يرون أن نشاط الإنسان هو السبب الرئيسى لكل ما يتعرض له كوكبنا الأرضى من أضرار ومخاطر نتيجة تغيرات المناخ، التى يعود سببها الأصلى إلى بلايين البلايين من أطنان الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدام الإنسان المُفرط الوقود الحراري، البترول والغاز والفحم، مصدراً للطاقة بما يعنى أن البشر هم الذين يكتبون تاريخهم وهم مصدر الحروب والنزاعات والأضرار والشرور التى تلحق بالكون وتُصيب حياتهم.

وإذا كانت كل التنبؤات تؤكد أن العالم الجديد سوف يشهد تباطؤاً محسوساً فى نمو الاقتصاد العالمي، فالواقع يؤكد أننا نعيش بدايات هذه الأزمة منذ استعرت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا التى أضرت باقتصاد البلدين، وفتحت الطريق أمام أزمة عالمية بسبب الركود الاقتصادى الذى تعانيه معظم الدول الصناعية فى ظل قرار الرئيس الأمريكى فرض رسوم جديدة على واردات أمريكا من الصلب والألومونيوم من العديد من الدول الأوروبية، وكذلك الأمر مع الحرب اليمنية التى فقدت قوة دفعها بعد أن تحولت إلى كارثة إنسانية أثارت استياء العالم أجمع لكثرة ضحاياها من المدنيين الذين يعانون المجاعة والكوليرا والفقر المدقع، ويموت أطفالهم من قلة الغذاء والدواء، وربما يفتح الطريق إلى تسوية سياسية قبول كل الأطراف سحب قواتها من الحديدة بما فى ذلك الحوثيون الذين كانوا يتلقون معظم إمداداتهم من إيران عبر الحديدة، ومع تعذر وصول إمدادات جديدة للحوثيين يُصبح الجلوس إلى مائدة التفاوض هو الحل المتاح، وليس بعيداً عن ذلك الأزمة السورية التى يمكن أن تشهد مع العام الجديد تسوية سياسية بعد توافق كل الأطراف خاصة الحكم والمعارضة على دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يشارك فيها بشار الأسد، وإعادة فتح السفارات العربية المُغلقة فى دمشق، وتوقع عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية قريباً، وربما يكون العام الجديد هو أصعب أعوام الرئيس الأمريكى ترامب الذى وجد نفسه مع نهاية العام المنصرم معزولاً داخل البيت الأبيض، مُحاصراً من الديمقراطيين الذين حصدوا أغلبية مجلس النواب، ويصرون على مساءلة الرئيس ترامب الذى لم تنجح سياساته فى الحفاظ على وحدة الجمهوريين، ولا يبدو أن العام الجديد سوف يشهد انفراجة فى الأزمة الليبية للسبب نفسه الذى أوضحه المبعوث الأممى قبل عدة أشهر، وهو أن حجم المستفيدين من استمرار الأزمة يقارب حجم الشعب الليبي.

ومهما تكن حجم خلافاتنا حول العام المنصرم، لكن عدداً من الدول استطاعت أن تحقق فيه الكثير، بينها عدد من الدول الإفريقية فى مقدمتها إثيوبيا التى حققت لعدة أعوام معدلات نمو مرتفعة ومستمرة رفعت آمال الإثيوبيين فى أن يصبحوا من الدول المتوسطة الدخل، وزاد على ذلك التقدم المهم الذى حققته المرأة الإثيوبية بموافقة البرلمان الإثيوبى على تولى السيدة ساهلى زودى منصب رئيس البلاد، وهى دبلوماسية إثيوبية مُخضرمة تولت عددا من المناصب الدولية الرفيعة.

أيضاً تستطيع بجدارة أن تضع ما حققته مصر ضمن إنجازات الدول المهمة، سواء على مستوى مشروعاتها القومية فى التنمية، أم فى الوثيقة المهمة التى حققتها القوات المصرية المسلحة لتصبح القوة الثانية عشرة فى العالم، تسبق جيش الدفاع الإسرائيلى خارج حسابات القوى النووية وتسبق كل الدول العربية يليها القوات الجزائرية، يدخل ضمن إنجازات العام المُنصرم أيضاً ما حققته أمريكا من تقدم اقتصادي، هبط بمعدلات البطالة بين البيض والسود إلى أدنى مستوياتها 3.7% فضلاً عن زيادات الأجور، كذلك حصول الديمقراطيين فى الولايات المتحدة على أغلبية مجلس النواب، بما خلق نوعاً من التوازن بين القوى السياسية يكبح شطط الرئيس الأمريكى ترامب الذى يصعب التنبؤ بأفعاله وسياساته المفاجئة، والمؤكد الحفاظ على السعودية قوة أمن واستقرار فى الشرق الأوسط، وقوة توازن دولى بين مصالح المنتجين والمستهلكين فى سوق النفط الدولية وقوة مالية توازن بين مصالح الدول النامية والدول الصناعية المتقدمة رغم قضية خاشقجى يُشكل كسباً مُهماً للعالم أجمع.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنبؤات عام جديد تنبؤات عام جديد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon