توقيت القاهرة المحلي 10:33:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يتزايد طرد الدبلوماسيين ؟ !

  مصر اليوم -

لماذا يتزايد طرد الدبلوماسيين

بقلم : مكرم محمد أحمد

 لم يحدث أن وصلت عملية الطرد المتبادل للدبلوماسيين بين الدول إلى هذا الرقم القياسى الذى شمل أكثر من 300 دبلوماسى غربى وروسي، تبادل الروس و20 دولة أوروبية طردهم الأسبوع الماضي, فى حادث تسمم العميل الروسى المزدوج سيرجى سكربيال وابنته يولا (32 عاماً) فى مدينة سالسيورى البريطانية، حيث تتهم بريطانيا الحكومة الروسية، وعلى رأسها الكرملين، بتخطيط وارتكاب الجريمة على الأرض البريطانية، داعية حكومات الغرب والعالم أجمع إلى مساندة الموقف البريطانى بعد أن طفح الكيل ولم يعد فى الإمكان الصبر على المزيد من جرائم الكرملين، وقد بلغ عدد الدبلوماسيين الروس الذين تم طردهم من بريطانيا و20 دولة أوروبية 150 دبلوماسياً.

وعلى حين تتهم بريطانيا الروس بارتكاب جريمة التسميم لأنهم أصحاب مصلحة فى ارتكابها فضلاً عن سوابق روسية مماثلة، وأن الجريمة تم ارتكابها أمام منزل العميل الروسى المزدوج الذى يسكن منزلاً متواضعاً وسط سالسبوري، وقد وجد العميل الروسى وابنته ملقيين مغشى عليهما على مقعد وسط الميدان القريب، بينما يُصر الروس على أنهم لم يكونوا طرفاً فى عملية التسميم ويتهمون الأجهزة البريطانية بأنها وراء الحادث لكنها تُصر على اتهام الروس دون أى دليل، مستثمرة ضعف رئيسة وزراء بريطانيا وعدم قدرتها على توحيد بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، كما يتهم الروس الولايات المتحدة والرئيس ترامب بالضغط على الدول الأوروبية لمساندة بريطانيا وتعزيز اتهامها الروس، واعلن وزير الخارجية الروسى انه «مالم تتلق روسيا تأكيدات مقنعة من انجلترا تثبت هذه الاتهامات وتوثقها فإنها تتهم بريطانيا باختراع هذه الاتهامات».

وقد طردت روسيا بالفعل 150 دبلوماسياً غربياً بينهم قنصل الولايات المتحدة فى مدينة بطرسبرج ثانى مدن روسيا، ويعتقد البعض أن ردود الفعل الروسية قد تأخرت عن موعدها لأكثر من يومين بسبب حريق ضخم نشب فى مول تجارى فى إحدى مدن سيبيريا أدى إلى مقتل 64 شخصاً أغضب الروس وتسبب فى تأجيل زيارة وزير خارجية الصين، وقد جاء الإجراء الروسى فى الوقت الذى لا يزال يعالج فيه العميل الروسى المزدوج وإبنته يولا التى تتحسن حالتها بما يؤكد انه اصبح فى الامكان استجوابهما لمعرفة مرتكبى الحادث، كما أكدت شرطة مناهضة الإرهاب فى بريطانيا أنها تعرفت على المادة السُمية شديدة التركيز بواسطة علماء بريطانيين وأن هذه المادة قد تم تطويرها فى الاتحاد السوفيتى خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

ولا يتورع الروس عن اتهام الحكومة البريطانية بالتقاعس عن البحث عن الدوافع الحقيقية لارتكاب الجريمة واتهام القوات البريطانية الخاصة بالضلوع فى ارتكابها بما يشكل عدواناً واضحاً على المصالح والأشخاص الروس، بينما يقول البريطانيون إن ما فعله الروس هو نوع من أعمال الحرب يمثل أول استخدام للحرب الكيماوية غرب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، تقوم وزيرة الداخلية البريطانية بإعادة فحص أوضاع 700 ثرى روسى يعيشون على أرض بريطانيا بعد إنخفاض الطلب الروسى على تأشيرات دخول بريطانيا بنسبة 86 فى المائة إثر إصلاح معايير منح التأشيرة وتخليصها من الفساد بعد اكتشاف 14 جريمة قتل للروس على الأرض البريطانية خلال الفترة الأخيرة .

والواضح أن العلاقات الدولية بين الأمم تتعرض لأزمات عديدة بسبب الخلط الشديد بين أعمال التجسس ومهام الدبلوماسية بما يؤدى إلى زيادة عمليات الطرد المتبادل بين الدبلوماسيين، وانهيار جسور التواصل والثقة المتبادلة، وتشكل عمليات طرد الدبلوماسيين الروس النسبة الأكبر من عمليات الطرد المتبادل منذ ضمت روسيا جزيرة القرم واعتبرتها جزءاً من (الدوما الروسية).

نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يتزايد طرد الدبلوماسيين  لماذا يتزايد طرد الدبلوماسيين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 10:08 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
  مصر اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon