توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة على الطائفية فى العراق!

  مصر اليوم -

ثورة على الطائفية فى العراق

بقلم - مكرم محمد أحمد

اشتعل جنوب العراق الشيعى بالثورة على الطائفية وهيمنة إيران على مقدرات الشعب العراقى، وخرجت الجماهير الثائرة فى البصرة والنجف وكربلاء وكل مدن الجنوب الشيعى تحرق وتدمر كل مقار الأحزاب الطائفية وأولها حزب الدعوة الذى ينتمى إليه حيدر العبادى رئيس الوزراء ونورى المالكى رئيس الوزراء السابق، لأن الحزب بات يمثل مصالح إيران بأكثر ما يمثل شعب العراق، ولأن الحزب عجز عن أن يوفر للناس الماء والكهرباء فى هذا القيظ الساخن، حيث تتجاوز درجة الحرارة 50 فى الظل، وزاد الطين بلة أن طهران قطعت إمدادات الكهرباء عن جنوب العراق لأن بغداد لم تسدد ما عليها من فواتير، ومع أن حكومة العراق قطعت شبكة الإنترنت كى تعيق تواصل الأخبار انتشرت الثورة وأعمال العنف فى البصرة والنجف وكربلاء وبابل والكوت والنصيرية والحمرة تهتف بسقوط الطائفية والأحزاب الشيعية!، وفى كربلاء التى يحج إليها الشيعة حاصرت الجماهير الفندق الذى كان يقيم فيه حيدر العبادى رئيس الوزراء فى أثناء تفقده المدينة ومحاولته إطفاء غضب الشارع فى الجنوب العراقى!

وزاد من سوء الوضع أن البلاد بلا حكومة أو برلمان رغم انتهاء جولة الانتخابات، لأن القضاء أصدر حكماً بإعادة عد الأصوات فى عدد من الدوائر الانتخابية لشبهات تزوير يجرى التحقيق فى وقائعها، ولم تسلم أى من أحزاب الشيعة من غضب الجماهير التى تعتقد أن هذه الأحزاب تمثل مصالح إيران بأكثر من أن تمثل شعب العراق، ولهذا السبب أشعل المتظاهرون النار فى معظم مقار الأحزاب ما عدا جماعة الصدر، حيث وقف الزعيم مقتدى الصدر الذى كسب أغلبية مقاعد البرلمان فى الانتخابات الأخيرة فى صف المحتجين، مؤكداً أن ما يشهده الجنوب الشيعى من انفجار شعبى هو فى جوهره ثورة على البؤس والجوع وثورة على أحزاب الشيعة، وثورة على تنامى سيطرة إيران على مقدرات الشعب العراقى، وكان مقتدى الصدر أحد قادة العراق القلائل الذى رفض هيمنة إيران على أوضاع العراق، ورفض محاولات إيران قتل الهوية العراقية، كما ساند آية الله السيستانى المرجعية الشيعية العليا فى العراق المحتجين، مؤكداً أنه ليس من المقبول ولا من العدل أن البصرة المحافظة الغنية بالنفط تصبح أكثر المحافظات بؤساً فى العراق!

وما يعرفه كل عراقى أن الفساد قد استشرى فى العراق إلى حد نهب ثرواته، وأن الطائفية كانت ستاراً يتخفى خلفه الفساد، وأن نهب مقدرات العراق لحساب قادة الأحزاب الشيعية وطبقة السياسيين فى الجنوب الشيعى كان يجرى على قدم وساق، وقد حاول رئيس الوزراء حيدر العبادى وقف الفساد لكنه اصطدم بقيادات حزبه (الدعوة) الأكثر قرباً من إيران مثل نورى المالكى، الذين عملوا لحساب طهران وقاوموا بشراسة محاولات العبادى استرجاع هوية العراق!

وما من شك أن ثورة شيعة الجنوب على الطائفية فى العراق ورفضهم كل الأحزاب الشيعية لأنها أقرب إلى إيران وأشد التصاقاً بالمصالح الإيرانية يشكل علامة مهمة فى مسيرة العراق، كما يشكل ضربة قاسية للطائفية تؤكد أن استقرار العراق وتعزيز وحدته الوطنية رهن باستقلال إرادته السياسية وهويته الثقافية بصرف النظر عن أن الشيعة يشكلون المكون الأغلب للشعب العراقى، وعندما يثور شيعة الجنوب العراقى على هيمنة إيران على مقدرات العراق دون اعتبار للطائفية فتلك خطوة مهمة تؤكد أن الوجه العربى للعراق سوف يبقى أبداً أهم عناصر الشخصية العراقية، وما من شك أيضاً أن ما حدث فى جنوب العراق الشيعى من ثورة على الطائفية يكشف أبعاد هيمنة فارس على مقدرات العراق والخليج، لأن المشكلة ليست فى جوهرها صراعاً بين السنة والشيعة، ولكنها هيمنة فارس ورغبتها فى المزيد من التمدد على حساب جيرانها العرب وسعيها الدؤوب إلى استثمار الطائفية لأغراض التوسع الفارسى .

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة على الطائفية فى العراق ثورة على الطائفية فى العراق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon