بقلم مكرم محمد أحمد
منيت الصحافة الغربية خصوصا الامريكية بخيبة امل كبري، لان توقعاتها المتعلقة باحتدام المظاهرات المليونية في شوارع القاهرة والمدن المصرية الكبري يوم 25 ابريل الماضي قد منيت بالفشل الذريع، ولم يعد لديها ما يبرر اخفاقها في التوقع وسوء تقديرها للامور وقلة معرفتها بحقائق ما يجري في مصر، سوي ان تبالغ في تصوير الاجراءات الامنية التي حالت دون خروج الجماهير الغاضبة إلي الشوارع!، رغم ان الجميع يعرف انه ما من قوة في الارض تستطيع ان تكسر إرادة شعب يصمم علي حقه في حرية التعبير!، ورغم انه في سوابق عديدة لم تستطع قوات الامن المصري ان تمنع حشود المصريين من الخروج للتظاهر!، وبدلا من ان تعترف هذه الصحف بسوء تقديراتها وقلة معرفتها بالواقع المصري، شددت حملتها علي الرئيس السيسي الذي يحكم مصر بالحديد والنار ويقمع الحريات العامة والخاصة ويحول دون خروج المتظاهرين إلي الشوارع!!.
لكن الاخطر من ذلك ان تتورط معاهد قاابحاث محترمة للدراسات الاستراتيجية مثل معهد بروكنجز المعروف بدراساته وابحاثه الجادة في نشر تقارير صحفية تصدر باسمه تتحدث عن مصر أخري لاوجود لها!، مثل التقرير الاخير الذي نشرته الباحثة سارة يركيس في 25 ابريل الماضي علي احد مواقع بروكنجز عن اخطر التحديات التي سوف تواجه الرئيس السيسي بخروج مظاهرات مليونية ضخمة تعيد للذاكرة ما حدث في مصر عام 2011 عندما خرجت المظاهرات العارمة تطالب بسقوط الحكم ورحيل الرئيس، احتجاجا علي الحكومة المصرية التي أعلنت موافقتها علي نقل السيادة علي جزيرتي تيران وصنافير إلي السعودية.
ولا يكشف كذب هذه التقارير واصرارها علي تلفيق المواقف وغياب مهنيتها ان شيئا من ذلك لم يحدث، ليس لان الامن سد كل الطرق امام المتظاهرين كما يقول تقرير بروكنجز ولكن لان الاعداد التي حاولت الخروج كانت هزيلة وضعيفة اعترف بتواضعها القائمون علي عملية التظاهر، والاكثر سوءا ان يتوقع تقرير بروكنجز ان يكون تسليم الجزيرتين المسمار الاخير في حكم الرئيس السيسي، بينما تؤكد كل الحقائق والوقائع ان المصريين اكتشفوا زيف وتضليل عملية الخداع الواسعة التي ادعت ان الجزيرتين مصريتان خاصة بعد ان تم نشر جميع الوثائق وبينها وثائق عبدالناصر التي نشرتها ابنته د.هدي عبدالناصر في صحيفة الاهرام لتؤكد ان الجزيرتين سعودتيان وان علي المصريين ان يكونوا حقانيين لان تيران وصنافير كانتا مجرد وديعتين لدي مصر.