توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صمام أمان لعلاقات مصر والسودان!!

  مصر اليوم -

صمام أمان لعلاقات مصر والسودان

بقلم - مكرم محمد أحمد

الواضح من التزامات الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير المتبادلة فى لقاء الخرطوم الأخير، أن مصر والسودان يدخلان مرحلة جديدة فى علاقات البلدين، أساسها المصارحة والمكاشفة ودفع العلاقات الثنائية إلى آفاق ترقى إلى طموحات الشعبين الشقيقين، اللذين تربطهما أواصر أزلية وجيرة أخوية من عمر الخليقة ومصير مشترك يوثقه ارتباط مصالحهما بنهر النيل العظيم شريان الحياة وهمزة الوصل بين الشعبين الشقيقين، والواضح أيضاً أن الرئيسين البشير والسيسى عازمان على إجهاض أية محاولة لتعكير صفو العلاقات بين البلدين، مصممان على حل الملفات الشائكة بين الطرفين، وألا يكون النزاع الحدودى حول مثلث حلايب سبباً فى توتر العلاقات بين السودان ومصر، وأن البحث عن حلول لهذه الملفات الصعبة ينبغى أن يتم فى إطار التوجه العام الجديد فى علاقات البلدين، دون العمل على توتر الأجواء، ودون معارك إعلامية، وبما يحقق المصالح المشتركة بين الشعبين، ويدفع بعلاقات البلدين إلى أهدافها الإستراتيجية، وأكد البيان المشترك للرئيسين السيسى وعمر البشير اهتمامهما البالغ بأمن منطقة البحر الأحمر، وضرورة التشاور والتنسيق المستمر، ومنع التدخلات الأجنبية السابقة والتنسيق الإقليمى بما يحفظ مصالح كل شعوب المنطقة، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأبديا سعادتهما وارتياحهما بالتطورات الإيجابية فى المنطقة المتمثلة فى تطبيع العلاقات بين إثيوبيا و إريتريا، وإنهاء مرحلة من العداء بين البلدين استمرت عقدين من الزمان، وكان لها أثرها السلبى على استقرار منطقة القرن الإفريقى. واتفق الرئيسان البشير والسيسى على تعزيز التعاون المصرى السودانى فى المجالات الاقتصادية والتجارية ودعم وتشجيع الاستثمار المشترك، وتذليل كل العقبات التى تواجهه، كما أسفرت مباحثات الخرطوم عن تشكيل لجنة برئاسة وزيرى خارجية البلدين تضم وزراء الرى والزراعة والكهرباء والإعلام والتجارة والصناعة والنقل والمواصلات والاتصالات والشباب، على أن تعقد اللجنة اجتماعا فنياً على مستوى وكلاء الوزارات فى السابع من أغسطس تقترح فيه المشروعات المشتركة.

وما يؤكد عزم الرئيس السيسى والبشير على مرحلة جديدة تماماً فى علاقات مصر والسودان، تضمن للبلدين توافقا إستراتيجيا على الأهداف الأساسية، واتفاقا مفصلا على كيفية إدارة علاقات البلدين بما يضمن حصانتها من محاولات التخريب، والتزاماً كاملا بإجهاض كل محاولات تعكير صفو العلاقات، ولعلها المرة الأولى التى يقطع فيها الرئيسان الشك باليقين، بالتأكيد على أن مشكلة حلايب ينبغى ألا تكون سبباً لتوتر العلاقات بين البلدين، وأنها يمكن أن تجد حلها الصحيح فى إطار التوجه العام الجديد فى علاقات البلدين، وقد عبر الرئيس السيسى بشفافية كاملة عن هذا التوجه عندما أكد فى لقائه مع نخبة المثقفين السودانيين أن عليهم ألا يتوقعوا من مصر سوى كل خير، لأن مصر لا تُضر أحدا فضلا عن التزامها الأخلاقى تجاه شعب السودان أبناء وادى النيل، كما أعرب الرئيس السيسى بكلمات صادرة من القلب عن سعادته بزيارة السودان والالتقاء بمفكريها وقيادات العمل السياسى السودانى، مؤكداً أن سياسة مصر تقوم على مبادئ راسخة بعدم التدخل فى شئون الآخرين، وعدم التآمر على أية دولة ومد روابط التعاون والتنمية والسلام مع الجميع، فى إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وقد طالب الرئيس السيسى الإعلاميين بعدم العودة إلى التراشق الإعلامى، موجها الحديث إلى الصحفيين والإعلاميين المصريين كى يكونوا دائما منبرا لتحسين العلاقات بين البلدين، يغذون الخير والسلام والاستقرار، ولا يسيئون لأحد، مؤكداً أهمية وجود بروتوكول تعاون بين الصحفيين فى البلدين، وقد أعد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر مذكرة تفاهم مع وزارة الإعلام السودانية، تطالب فى حال وقوع أى خلاف عربى أو مصرى سودانى بمراعاة الحفاظ على ثوابت العلاقات بين البلدين، ومنع أى هجوم يستهدف أياً من الشعبين المصرى والسودانى، ومن الضرورى أن تدرك كل الأطراف أن الخلافات مؤقتة وعابرة، كما تمنع أى اتهامات متبادلة بالتخوين، وتمنع كذلك استخدام ألفاظ السباب لأن تفاهم الجانبين المصرى والسودانى يشكل أساساً صحيحاً للتفاهم مع أى من دول حوض النيل، كما ينص مشروع الاتفاق على توظيف الأقمار الصناعية لأى من البلدين، لكى تكون فى خدمة العلاقات بين البلدين، ويشجع البلدان تبادل البرامج والمواد الإعلامية والإنتاج المشترك بين أجهزة إعلام البلدين، وتنسيق الخطاب الإعلامى، وتبادل مناهج التدريب، كما يتعهد البلدان بتشكيل لجنة مشتركة من المختصين فى البلدين لوضع برامج المتابعة والتقويم الدورى لمهامهما المشتركة.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صمام أمان لعلاقات مصر والسودان صمام أمان لعلاقات مصر والسودان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon