توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عسكرة الفضاء

  مصر اليوم -

عسكرة الفضاء

بقلم-مكرم محمد أحمد

أعلنت الولايات المتحدة عزمها على الإسراع بإنشاء قوة فضائية كفرع سادس جديد للقوات المسلحة الأمريكية بعد القوات البرية والبحرية والجوية ومشاة البحرية وحرس تسليح الفضاء، هدفها المُعلن المواجهة الفضائية لكل من الصين وروسيا باعتبارهما خطرين إستراتيجيين على أمن الولايات المتحدة.

ويتشكل قوام القوة الفضائية الجديدة من حزمة متنوعة من الأقمار الصناعية تتعدد وظائفها ما بين الاستطلاع بالتصوير الرقمى، أو الأقمار الصناعية المختصة بالإنذار المُبكر، والأخرى المزودة بنظام القصف المدارى التى يطلق عليها مُصطلح القنابل المدارية، وينطوى مشروع القوة الفضائية الجديدة على إنشاء قيادة عسكرية فضائية، تملك موازنة حدها الأدنى 2 مليار دولار تتولى التعامل مع التهديدات خارج الغلاف الجوي، تصل قوة عملها إلى حدود 15 ألف شخص خلال السنوات الخمس الأولى، وسوف يصادق الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ على إنشاء القوة الجديدة بعد أن أكد مسئول أمريكى بارز أن الفضاء لم يعد مجرد حيز للدعم وإنما أصبح ميدان قتال ينبغى أن نكون كأمريكيين مستعدين فيه للقتال والردع والانتصار، لأن المتغيرات الجديدة لا تستبعد اندلاع صراع بين القوى الدولية فى الفضاء، يجعل حرب النجوم حقيقة واقعة فى ظل التنافس بين روسيا والصين والولايات المتحدة خارج الكرة الأرضية والذى ظهرت بداياته فى السباق الرهيب على استعمار القمر سعياً لاستثمار ثرواته الطبيعية، التى تتمثل فى وجود عدد من المعادن المهمة مثل الذهب والفضة والبلوتونيوم.

وسوف يتم تخصيص 73 مليون دولار لبناء مقر قيادة القوة الفضائية الجديدة، ووصف وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شاناهان تشكيل القوة الجديدة بأنه يمثل لحظة تاريخية للولايات المتحدة وخطوة استراتيجية مهمة تضمن مصالح الولايات المتحدة فى الفضاء، وتقدم فهماً أكبر وأكمل للتهديدات الفضائية المتوقعة، وقالت تقارير إعلامية إن قيادة القوة الجديدة سوف تتولى أيضاً رصد الصواريخ الباليستية لحظة انطلاقها ومراقبة العمليات الفضائية وتأمين وسائل أكثر فاعلية لعملية منظومة الأقمار الصناعية التى تعتمد عليها القوات المسلحة الأمريكية، خاصة أن استخدام أقمار التجسس الصناعية أدى إلى تقليص حجم الجيوش وتغيير الكثير من الخطط التكتيكية وتعظيم عناصر الحرب الفضائية بعيداً عن مجالات المواجهة الميدانية، حيث استخدمت الولايات المتحدة 3 أقمار صناعية فى عملية عاصفة الصحراء عام 1991 تمتعت بقدرات تمييز عالية وصلت إلى حد الرصد الدقيق لأحجام من الأهداف فى حدود 10 سنتيمترات، كشفت ضمن ما كشفت كل مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية التى يملكها الجيش العراقى!.

والواضح أن الروس يضعون نصُب أعينهم إعادة برامج روسيا الفضائية بما يمكنها من منافسة الولايات المتحدة، ومنذ عام 2005 أطلقت روسيا 15 قمراً صناعياً عسكرياً مملوكة لوزارة الدفاع الروسية مخصصة للتجسس والإنذار المُبكر فضلاً عن منظومة أقمار تتشكل نواتها من 24 قمراً صناعياً تحلق جميعها حول الكرة الأرضية فى 3 مدارات بهدف احتلال مساحات من الفضاء الكونى، تمكن روسيا من منافسة الولايات المتحدة فى سعيها لعسكرة الفضاء والسيطرة عليه، وقد دخلت الصين خلال العقد الأخير الساحة الفضائية، وحققت طفرة فى امتلاكها الأقمار الصناعية العسكرية القادرة على العمل بكفاءة على جميع المستويات المدارية، ويزيد عدد الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الصينية فى الفضاء على 36 مركبة، وصلت إحداها فى يناير الماضى إلى سطح الجانب البعيد من القمر فى سابقة هى الأولى من نوعها، والواضح أيضاً أن عسكرة الفضاء هى الشغل الشاغل الآن للعسكريين فى الولايات المتحدة وروسيا والصين، بهدف تطوير التقنيات القادرة على تحقيق السيطرة الفضائية.

وما يثير قلق العالم بالفعل أنه لا يبدو حتى الآن أن هؤلاء الفرقاء المتنافسين على عسكرة الفضاء يقتربون من تسوية مشكلاتهم عبر التفاوض على طرق واحدة لرسم الحدود فى الفضاء، بما يضمن حل نزاعاتهم المستقبلية فى إطار التسوية السلمية، لكن الأمر المؤكد أن إعلان الولايات المتحدة رسمياً عزمها إنشاء قوة فضائية كفرع سادس للقوات المسلحة الأمريكية سوف يدفع الروس والصينيين إلى خطوة مماثلة تعزز سباق عسكرة الفضاء انتظاراً لتوافق هذه القوى على كيفية التسوية السلمية لمشكلات الحدود فى الفضاء.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عسكرة الفضاء عسكرة الفضاء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon