توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار الطرشان بين طهران وواشنطن!

  مصر اليوم -

حوار الطرشان بين طهران وواشنطن

بقلم - مكرم محمد أحمد

إذا صح أن ضغوط الولايات المتحدة يمكن أن تمنع دول العالم من شراء أغلبية البترول الإيرانى ليمتنع وصول أغلب عوائد النفط إلى طهران، فربما تُقدم طهران على تنفيذ تهديدات رئيسها حسن روحانى وتغلق مضيق هرمز ليمتنع وصول بترول الخليج إلى العالم شرقاً وغرباً، خاصة أن المرشد الأعلى للثورة على خامنئى يساند إجراءات روحانى ويعتبرها السياسة الرسمية لدولة إيران، غير أن تهديدات إيران العديدة السابقة على عهد الرئيسين هاشمى رافسنجابى وأحمدى نجاد لم تخرج أبداً إلى حيز التنفيذ، لأن غلق مضيق هرمز ربما يكون عملاً عسكرياً سهلاً وممكناً، لا يتطلب أكثر من إغراق ناقلة بترول فى المجرى الملاحى للمضيق، لكنه عمل أحمق ضد العالم أجمع، سوف يؤدى بالضرورة إلى حرب ضروس قد تصل لأن تكون حرباً نووية الخاسر الأكبر فيها إيران التى يمكن أن تفقد فيها كل مقدراتها، البترول والقدرة العسكرية والثورة الإسلامية التى قاربت أن تكون عبئاً على الشعب الإيرانى تكلفه فوق طاقته، وعلى منطقة الشرق الأوسط التى تعانى حماقات آيات الله وإصرارهم على تصدير الثورة الإسلامية إلى المنطقة وإثارة القلاقل والفتن وضرب الاستقرار لتمديد نفوذ فارس وتلبية طموحاتها فى التمدد على حساب أمن العرب واستقرارهم.

وأظن أن جزءاً من مشكلة إيران هو عنجهية قادتها الذين ورطوا الشعب الإيرانى فى سياسة خائبة أدت إلى إفقار إيران، الدولة والشعب وعزلتها السياسية بينما تضخمت ثروات آيات الله وأشياعهم لكثرة الفساد، ولا تقل عنجهية إدارة الرئيس الأمريكى ترامب عن عنجهية قادة إيران، اللذين يتبادلان التهديدات الآن بصورة غير مسبوقة، حسن روحانى يحذر ترامب من اللعب بالنار مستعيراً لغة صدام حسين، لأن الحرب مع إيران ستكون أم الحروب ولا تعبث بذيل الأسد لأن ذلك لن يؤدى إلا للندم، بينما وجه الرئيس الأمريكى تحذيراً لحسن روحاني: إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة ثانية وإلا ستواجه تداعيات لم يشهدها سوى قلة قليلة عبر التاريخ.

ومن المؤكد أن تهديدات ترامب الزاعقة يمكن أن تساعد قادة إيران على محاولة تجييش الداخل تحت علم الدولة الإيرانية رغم احتقان غضب الإيرانيين وإحباطهم المتزايد بسبب حماقات آيات الله، وسوء الأوضاع الاقتصادية والقمع السياسى المستمر، لكن أيا كان الوضع ومهما يكن حجم التفوق العسكرى الأمريكى فإن الحرب بين أمريكا وإيران سوف تكون أكثر دموية وفتكاً من حرب العراق التى كلفت الاقتصاد الأمريكى خسائر هائلة كان يمكن أن تؤدى إلى إفلاس الخزانة الأمريكية، رغم أن عملية الغزو تمثلت فى طابور مدرع اخترق البلاد دون معارك ضخمة!، لكن العراق فقد مليون مواطن فى مقاومة الاحتلال الأمريكي، ولأن الرئيس ترامب ربما تحكمه بعض الدوافع الخاصة، فضلاً عن مشاكله الداخلية بسبب سوء أدائه فى قمة هلسنكى يتحفظ كثير من الأمريكيين على حرب جديدة مع إيران وإن كانوا يشددون على ضرورة استهداف إيران بعقوبات اقتصادية قاسية دون الإنجرار إلى حرب جديدة فى الشرق الأوسط، نستثنى من ذلك بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذى يقرع طبول الحرب فى الشرق الأوسط.

وما ينبغى الحذر منه أمران أساسيان أولهما استخدام القوة العسكرية بهدف تغيير نظام الحكم الإيرانى تحت إغراء بعض الشواهد التى تؤكد تعاظم غضب الشعب الإيرانى لأن التدخل العسكرى الأجنبى من الخارج سوف يكون عامل إضعاف لثورة الداخل، وربما يساعد النظام الإيرانى على تجييش وحشد قوى الداخل، والأفضل والأكثر فاعلية ترك الداخل يتفاعل بتأثير أزمته الداخلية دون تدخل خارجى مباشر، وحذر بعض أعضاء الكونجرس من إعطاء الرئيس ترامب أى إشارة خضراء بالموافقة على الحرب، لأن الرئيس قد يكون بحاجة لاصطناع أزمة خارج الحدود تصرف أنظار الجميع عن أزمة الموقف الداخلي، ويرى الخبير النووى سيرانيونى أن تهديدات ترامب تحمل إشارات واضحة بإمكان استخدامه للحرب النووية ضد إيران.

وثمة من يعتقدون أن جوهر ما تريده طهران هو الجلوس إلى مائدة التفاوض لأن سلاماً مع إيران، كما قال حسن روحانى هو السلام الحقيقي، لكن العنجهية الفارسية ضيعت بسوء اختيارها للكلمات الهدف الحقيقي، على حين تتطلب عنجهية الرئيس الأمريكى ترامب أن يرى العالم أجمع المفاوض الإيرانى فى حالة ضعف ومذلة, وبسبب هذه المفارقة الصعبة، تحول حوار واشنطن وطهران إلى نوع جديد من حوار الطرشان.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار الطرشان بين طهران وواشنطن حوار الطرشان بين طهران وواشنطن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon