بقلم مكرم محمد أحمد
هل يمكن للامريكيين الذين اختاروا قبل ثمانية اعوام لاول مرة، أوباما رئيسا أسود للولايات المتحدة الامريكية تأكيدا علي الحق الديمقراطي لكل فرد في ان يكون رئيسا دون تمييز، ان ينتخبوا هذه المرة المرشح الجمهوري ترامب، العنصري الكريه الذي يريد ان يغلق أبواب امريكا في وجه كل مسلم!،ولم يستطع الجمهوريون إخراجه من حلقة السباق الرئاسي رغم خطورته علي أمن الولايات المتحدة ووحدتها!، ورغم الاوصاف التي أغدقها عليه معظم السياسين والدبلوماسيين والمحللين في العالم اجمع، ابتداء من الاحمق والخطير وغير العقلاني إلي المهرج والكارثة وغير المسئول!، ورغم آلاف المقالات والافتتاحيات التي نشرتها الصحف الامريكية تحرض علي عدم انتخابه!.
والحق ان مجرد التفكير في امكانية ان يصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة يشكل بالنسبة لكثيرين داخل امريكا وخارجها مأساة كبيرة يصعب حصار آثارها، لكن واقع الحال يؤكد ان ترشح ترامب وحصوله علي هذا التأييد غير المتوقع، أمر يوافق المزاج الراهن الذي يسيطر علي امريكا والغرب عموما،ويدفعهم إلي الانحياز إلي اقصي اليمين والانتصار لاحزاب عنصرية لا تخفي مواقفها المعادية للهجرة والاسلام والملونين!، ولا تتردد في اعلان انحيازها المفرط إلي العنصرية ومساندة إسرائيل بقوة ..، ولولا هذا المزاج الذي يسيطر علي الرأي العام الغربي لما استطاع ترامب ان يواصل تقدمه في كل الانتخابات التمهيدية إلي حد يجعله المنافس الرئيسي ضد المرشح الديمقراطي في المرحلة الاخيرة من الانتخابات الرئاسية!.
وبرغم ان الخطاب الشامل الذي القاه ترامب هذا الاسبوع حول سياساته الخارجية كان كارثيا، وعد فيه بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران رغم ان الاتفاق يوقعه ست دول اوروبية، وساند فيه إسرائيل بقوة، واعلن عداءه للشعب المكسيكي، ووعد بعدم شراء البترول من السعودية، وانتقد الصين انتقادا مرا لنجاحها في اختراق السوق الامريكية، إلا ان ترامب يحسن العزف علي أوجاع الامريكيين وخيبات آمالهم وعدم رضاهم عن قادتهم السياسيين..،وهذا هو سر شعبوية ثرامب المتزايدة التي تسبب القلق المخيف من امكانية نجاحه، خاصة ان المروجين لانتخابه يحاولون اقناع الامريكيين بان ترامب شأنه شأن كل المرشحين للرئاسة يبالغ بعض الشىء في حملاته الانتخابية، لكنه سوف يكون اكثر واقعية إذا دخل البيت الابيض!..، وبرغم ان كل الاحتمالات تقول إن ترامب سوف يخوض المرحلة الاخيرة من انتخابات الرئاسة امام هيلاري كلينتون إلا أن كل التوقعات تؤكد صعوبة ان يتمكن ترامب من هزيمة هيلاري.