توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جون بولتون أفسد الطبخة!

  مصر اليوم -

جون بولتون أفسد الطبخة

بقلم : مكرم محمد أحمد

 لا يزال اجتماع الرئيس الأمريكى ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى سنغافورة يوم 12 يونيو المقبل الحدث الأكثر توقعا واحتمالا، رغم التكهنات المتضاربة بشأن هذه القمة التى تواجه مصاعب متعددة يمكن أن تمنع انعقادها، وأغلب الظن أن تنعقد القمة فى موعدها ومكانها، لكن جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى الجديد هو الذى سوف يدفع الثمن بعد أن اتهمته كوريا الشمالية بمحاولة تخريب انعقاد قمة سنغافورة، وأكد الكوريون الجنوبيون الذين لا يحبون جون بولتون أن المستشار الجديد للأمن القومى الأمريكى هو اللغم الحقيقى أمام انعقاد القمة وهو الذى وضع المصاعب الأخيرة أمام انعقادها، عندما اقترح أن يكون المثال الليبى هو النموذج الذى يجرى تطبيقه مع كوريا الشمالية فى مفاوضات نزع سلاحها النووي!، وأثار غضب الرئيس الكورى الشمالى الذى لم يهدأ بعد!. وحتى الأسبوع الماضى كان الرئيس الأمريكى ترامب يرى أن الرئيس الكورى الشمالى كيم شخص لطيف يمكن التعامل معه ويمكن أن يكون صديقاً شخصياً، لكن كل شيء تغيّر بعد تصريحات بولتون عن النموذج الليبى التى صورت كوريا الشمالية وكأنها جاهزة لنزع سلاحها النووي، مثلما فعل العقيد الليبى مُعمر القذافي، عندما سلم للأمريكيين طواعية أجهزة الطرد المركزي، نواة مشروعه النووي، عقب الغزو الأمريكى للعراق تجنباً لأى صدام محتمل مع الأمريكيين!، ولأن مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون صور الأمر وكأن الرئيس الكورى الشمالى يأتى إلى قمة سنغافورة مستسلماً تحت الضغوط الشديدة للرئيس الأمريكي، يعرض تسليم سلاحه النووي، جاء غضب الكوريين الشماليين هائلاً، هدد الرئيس الشمالى بإعادة النظر فى قمة سنغافورة، وألغى اجتماعاً مهماً كان قد تقرر عقده فى منطقة الحدود بين الكوريتين، يحضره خبراء من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية للنظر فى عدد من المشروعات المشتركة لتوحيد البنية الأساسية للكوريتين، وطالب الولايات المتحدة بإلغاء مناورات جوية مشتركة بين الكوريتين باعتبارها عملاً استفزازياً يُناقض جهود السلام!. والواضح أن غضب الكوريين الشماليين يعكس نوعاً من الاحتجاج على الموقف الأمريكى الذى بالغ فى تصوير ضغوط الرئيس ترامب على كوريا الشمالية وجعلها تذعن لمطالب الرئيس الأمريكي، وأن كوريا تكاد تستسلم تحت الضغوط الأمريكية، وبدا الأمر وكأن واشنطن تُكرر خطأها القديم وتقول للرئيس ترامب ما يجب أن يسمعه بدلاً من أن تنقل إليه حقائق ما يطلبه الكوريون الشماليون الذين يريدون مفاوضات مع واشنطن، تعترف بهم قوة نووية تملك قوة ردع قادرة على أن تصل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وإذا كانت كوريا الشمالية سوف تأتى إلى قمة سنغافورة فى يونيو المقبل فهى لا تأتى طلباً للاستسلام وتسليم سلاحها النووى ولكنها تأتى فى إطار عملية تفاوض تحفظ لها حقها فى أن تكون دولة نووية غير مارقة، تمتنع عن استخدام أسلحتها مثل الهند وباكستان وإسرائيل، دولاً نووية خارج إطار معاهدة حظر إنتشار الأسلحة!. ويتحدى الكوريون الشماليون الولايات المتحدة فى أن يكون قد صدر عن أى مسئول كورى شمالى ما يفيد استعداد كوريا الشمالية لتعليق برنامجها النووي، أو أن كوريا الشمالية سوف تسلم صواريخها وأسلحتها لأن مفاوضات نزع الأسلحة كما يقول مسئول كورى شمالى لابد أن تكون جزءاً من عملية تفاوض شامل شديدة التناغم يحدد إطارها إلتزامات متبادلة تضمن إستفادة كل الأطراف على نحو متكافئ، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكى ترامب هدد كوريا الشمالية بسوء المنقلب والمصير إذا لم تمتثل لضغوط الولايات المتحدة وتقبل بإخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية، فإن كوريا الشمالية تفضل تعليق الجرس فى رقبة مستشار الأمن القومى جون بولتون وتتهمه بالعنصرية وضيق الأفق وأنه مجرد داعية حرب بسيط الفهم، ومهما تكن آراؤه فسوف يتبع فى النهاية رؤى سيده فى البيت الأبيض! الذى لم يتورع عن إعلان خطأ مستشاره للأمن القومى عندما أعلن أن حالة كوريا الشمالية تتطابق مع المثال الليبي، ويحرص البيت الأبيض على تأكيد رفضه المثال الليبي، وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أننا لم نتحدث أبداً عن المثال الليبى لأنه غير وارد بالمرة ونحن نتحدث عن كوريا الشمالية فى محاولة لتهدئة غضب الرئيس الكورى كيم جونج أون.

والواضح حتى الآن، أنه لا تزال هناك فرصة فى أن تنعقد قمة سنغافورة فى موعدها ومكانها، وإن كانت موجة التفاؤل التى أحاطت بانعقاد هذه القمة قد خفتت كثيراً لأن قمة سنغافورة تواجه بالفعل أسئلة عويصة وصعبة فضلاً عن التقلب الشديد فى مواقف الرئيسين.

نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جون بولتون أفسد الطبخة جون بولتون أفسد الطبخة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon