توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجاعة حكومة وصمود شعب!

  مصر اليوم -

شجاعة حكومة وصمود شعب

بقلم مكرم محمد أحمد

أثبتت حكومة المهندس شريف إسماعيل ـ التي كثيرا ما تم اتهامها بافتقاد الحسم ـ أنها اكثر حكومات مصر قدرة علي الحسم واتخاذ القرار، عندما ملكت شجاعة أن تصدر في ضربة واحدة وتوقيت مفاجئ قرار تعويم الجنيه عند حدود 13جنيها للدولار بفارق خمسة جنيهات عن سعر الصرف الأخير، ترتفع او تهبط بنسب هامشية يحددها كل بنك وفق رؤيته للعرض والطلب، مصحوبا بقرار رفع أسعار الوقود بنسب تتراوح ما بين 40و25 بالمائة ليتجرع الجميع كأس الإصلاح مرة واحدة، لأن الأمور لم تعد تحتمل المماطلة والتسويف والإرجاء المستمر الذي درجت عليه حكومات سابقة، إلى أن أصبحنا أمام خيار وحيد، الإصلاح أو الموت!.

نعم الإصلاح أو الموت لأننا درجنا منذ عقود علي أن ننفق بأكثر مما نكسب، ونشتري بأكثر مما نبيع، ونستدين بأكثر من قدرتنا علي السداد إلي أن بلغ عجز الموازنة وعجز الميزان التجاري نسبا غير صحية، وزاد من سوء الموقف هروب الدولار من البنوك إلي السوق السوداء وارتفاع سعره بسبب نقص المعروض والمضاربة عليه، وتآمر جماعة الإخوان المسلمين التي مولت النسبة الأكبر من سوق الدولار السوداء في مصر ودول الخليج.

ويزيد من شجاعة حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تصدر هذه القرارات الصعبة رغم حملات التخويف المستمرة من ردود أفعال هذه القرارات المتوقعة علي الشارع المصري، الذي يعاني غلاء الأسعار ومضاربات التجار وجشع المحتكرين الذين يحتجزون السلع الأساسية عنوة لتحقيق أرباح مهولة، ورغم تهديدات جماعة الإخوان المسلمين بالخروج في تظاهرات مسلحة يوم 11/11 بدأ واضحا مقدماتها في تفجير سيارتين مفخختين وسط القاهرة استهدفتا قاضيين جليلين، فضلا عن تصعيد أعمال العنف وسط وشمال سيناء.

وأغلب الظن ان حكومة المهندس شريف إسماعيل تراهن علي وعي الشعب المصري وتمسكه بالحفاظ علي دولته، وحبه الجارف لوطنه وثقته الشديدة في رئيسه عبدالفتاح السيسي، وإيمانه العميق بان مصر سوف تقبل التحدي وتتحمل المصاعب وتعبر عنق الزجاجة لتصبح أكثر قدرة علي مواجهة تحديات المستقبل وتحسين مستويات جودة حياة كل فئات شعبها.. وما ينبغي أن يدخل في يقين المصريين أن إجراءات توحيد سعر الصرف وحصر الدعم في فئات الشعب التي تحتاجه بالفعل مجرد إجراءات تمهيدية لإصلاح الأرض والمناخ ومضاعفة الكد والعمل وزيادة حجم الإنتاج والإنتاجية، ورفع صادراتنا إلي حدود توازن وارداتنا، وسد ثقوب الإهمال والتسيب والفساد كي تصبح مصر كتلة من الصمود والتحدي تصنع مستقبلها اعتمادا علي تضحياتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة حكومة وصمود شعب شجاعة حكومة وصمود شعب



GMT 06:19 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

قُم يا شيخنا..

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon