توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة!

  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم مايؤكده الظاهر عن عمق العلاقات التي تربط الرئيس الامريكي ترامب بوزير خارجيته ركس تيلرسون ، وانهما يجيئان من خلفية واحدة هي عالم رجال الاعمال ولم يسبق لأي منهما أن شغل منصبا حكوميا أو نيابيا بما يزيد من فرص تفاهمهما المتبادل، ويتواصلان عبر المحمول بصورة مباشرة وربما اكثر من مرة في اليوم الواحد طبقا لرواية صحيفة الواشنطن بوست، ثمة ما يشير الي سباق محموم بين البيت الابيض الذي يشغله رئيس حاد المواقف، زاعق في تصريحاته وتغريداته علي تويتر، يصعب التنبؤ بمواقفه، يجب ان يملأ وحده كادر الصورة، لايعبأ باختلاف رأيه مع كبار مساعديه ومستشاريه في البيت الابيض أو الخارجية الامريكية ، وكثيرا مايتسبب ذلك في لغط وسوء فهم كبير يزيد المشاكل تعقيدا .

ويثير تساؤلات عديدة صعبة بينها علي سبيل المثال: أيهما يعبر عن الموقف الامريكي الصحيح في قضية الازمة القطرية، الرئيس ترامب الذي وصف قطر بأنها الممول التاريخي لجماعات الارهاب، ام وزير خارجيته تيلرسون الذي وصف مقترحات الدول الاربعه السعودية ومصر والامارات والبحرين بأن بعضها غير واقعي يصعب قبوله وتنفيذه!، وتمتد الاسئلة وتتنوع عن جواز تعيين جارد كاشينور صهر الرئيس ترامب وزوج ابنته المفضلة ايفانكا مسئولا عن صنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين رغم انعدام خبرته السياسية وفي غيبة الخارجية الامريكية التي انشغلت بهذه القضية علي مدي حقبة طويلة من الزمان؟ وهل يحق للرئيس ترامب ان ينسحب من اتفاقية باريس للمناخ دون ان يستشير وزير خارجيته تيلرسون؟!

صحيح أن كبار المسئولين في الخارجية الامريكية تنفسوا الصعداء بعد أن وافق هوي الرئيس ترامب هواهم ولم يسارع برفع العقوبات عن روسيا إثر لقائه بالرئيس بوتين علي هامش قمة العشرين في هامبورج وتوافقهما في هذا اللقاء علي أهمية تهدئة الصراع في سوريا وصولا إلي إنهاء الحرب الأهلية السورية ، الأمر الذي وضح في اتفاق الهدنة جنوب سوريا الذي يمكن أن يكون بداية لترتيبات مماثلة في مناطق سورية اخري ، كما تنفس خبراء الخارجية الأمريكية الصعداء عندما تراجع الرئيس ترامب عن لغته الدبلوماسية الخشنة تجاه الصين التي تحمل بعض الاستفزاز والابتزاز ،وعندما ظهر أخيرا أنه لايريد التسرع في تعليق الاتفاق النووي مع طهران .. غير أنه في جميع هذه الحالات كانت وجهات نظر الخارجية رغم صحتها موضع الشك والمراجعة في البيت الابيض الذي يصر علي إعادة هيكلة وزارة الخارجية وخفض موازنتها في حدود 30 في المائة وهي نسبة عالية رغم اتساع رقعة المشاكل الدولية لتشمل سوريا والشرق الاوسط وكوريا الشمالية وايران والخليج .

صحيح أن الخلافات بين الخارجية والبيت الابيض خاصة مجلس الامن القومي كانت موجودة دائما في معظم الادارات الأمريكية ، لكن مشكلة الخارجية الأمريكية الآن ، أن الذي ينافسها ويسابقها هو الرئيس الامريكي، وعندما سئل وزير الخارجية تيلرسون عن وجه الخلاف بين ادارته للخارجية الأمريكية وادائه الناجح عندما كان يرأس شركة إكسون موبيل البترولية، قال الرجل ان عمله في الخارجية مختلف تماما عن عمله في إكسون موبيل حيث كان صاحب القرار الأول والأخير ، وهذا بالطبع يجعل الحياة أسهل أما في السياسة الخارجية الأمريكية فثمة شركاء آخرين لايمكن تجاوزهم ، فضلا علي حاجة الخارجية الأمريكية بالفعل إلي نوع من إعادة الهيكلة لتصبح قادرة علي مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.ومع ذلك فالواضح الآن ، أن تليرسون بعد ستة أشهر من المراقبةوالصمت، بينما يختطف البيت الابيض دور ادارته يحاول استعادة زمام المبادرة وتغيير الصورة، يسانده بقوة الكونجرس الامريكي الذي تقلقه بعض اندفاعات الرئيس ترامب ويعتقد أن وزير الخارجية تيلرسون هو الاقدر علي تصحيح مواقفه وكبح جماحه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة ترامب وتيلرسون شراكة متعبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon