توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة!

  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم مايؤكده الظاهر عن عمق العلاقات التي تربط الرئيس الامريكي ترامب بوزير خارجيته ركس تيلرسون ، وانهما يجيئان من خلفية واحدة هي عالم رجال الاعمال ولم يسبق لأي منهما أن شغل منصبا حكوميا أو نيابيا بما يزيد من فرص تفاهمهما المتبادل، ويتواصلان عبر المحمول بصورة مباشرة وربما اكثر من مرة في اليوم الواحد طبقا لرواية صحيفة الواشنطن بوست، ثمة ما يشير الي سباق محموم بين البيت الابيض الذي يشغله رئيس حاد المواقف، زاعق في تصريحاته وتغريداته علي تويتر، يصعب التنبؤ بمواقفه، يجب ان يملأ وحده كادر الصورة، لايعبأ باختلاف رأيه مع كبار مساعديه ومستشاريه في البيت الابيض أو الخارجية الامريكية ، وكثيرا مايتسبب ذلك في لغط وسوء فهم كبير يزيد المشاكل تعقيدا .

ويثير تساؤلات عديدة صعبة بينها علي سبيل المثال: أيهما يعبر عن الموقف الامريكي الصحيح في قضية الازمة القطرية، الرئيس ترامب الذي وصف قطر بأنها الممول التاريخي لجماعات الارهاب، ام وزير خارجيته تيلرسون الذي وصف مقترحات الدول الاربعه السعودية ومصر والامارات والبحرين بأن بعضها غير واقعي يصعب قبوله وتنفيذه!، وتمتد الاسئلة وتتنوع عن جواز تعيين جارد كاشينور صهر الرئيس ترامب وزوج ابنته المفضلة ايفانكا مسئولا عن صنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين رغم انعدام خبرته السياسية وفي غيبة الخارجية الامريكية التي انشغلت بهذه القضية علي مدي حقبة طويلة من الزمان؟ وهل يحق للرئيس ترامب ان ينسحب من اتفاقية باريس للمناخ دون ان يستشير وزير خارجيته تيلرسون؟!

صحيح أن كبار المسئولين في الخارجية الامريكية تنفسوا الصعداء بعد أن وافق هوي الرئيس ترامب هواهم ولم يسارع برفع العقوبات عن روسيا إثر لقائه بالرئيس بوتين علي هامش قمة العشرين في هامبورج وتوافقهما في هذا اللقاء علي أهمية تهدئة الصراع في سوريا وصولا إلي إنهاء الحرب الأهلية السورية ، الأمر الذي وضح في اتفاق الهدنة جنوب سوريا الذي يمكن أن يكون بداية لترتيبات مماثلة في مناطق سورية اخري ، كما تنفس خبراء الخارجية الأمريكية الصعداء عندما تراجع الرئيس ترامب عن لغته الدبلوماسية الخشنة تجاه الصين التي تحمل بعض الاستفزاز والابتزاز ،وعندما ظهر أخيرا أنه لايريد التسرع في تعليق الاتفاق النووي مع طهران .. غير أنه في جميع هذه الحالات كانت وجهات نظر الخارجية رغم صحتها موضع الشك والمراجعة في البيت الابيض الذي يصر علي إعادة هيكلة وزارة الخارجية وخفض موازنتها في حدود 30 في المائة وهي نسبة عالية رغم اتساع رقعة المشاكل الدولية لتشمل سوريا والشرق الاوسط وكوريا الشمالية وايران والخليج .

صحيح أن الخلافات بين الخارجية والبيت الابيض خاصة مجلس الامن القومي كانت موجودة دائما في معظم الادارات الأمريكية ، لكن مشكلة الخارجية الأمريكية الآن ، أن الذي ينافسها ويسابقها هو الرئيس الامريكي، وعندما سئل وزير الخارجية تيلرسون عن وجه الخلاف بين ادارته للخارجية الأمريكية وادائه الناجح عندما كان يرأس شركة إكسون موبيل البترولية، قال الرجل ان عمله في الخارجية مختلف تماما عن عمله في إكسون موبيل حيث كان صاحب القرار الأول والأخير ، وهذا بالطبع يجعل الحياة أسهل أما في السياسة الخارجية الأمريكية فثمة شركاء آخرين لايمكن تجاوزهم ، فضلا علي حاجة الخارجية الأمريكية بالفعل إلي نوع من إعادة الهيكلة لتصبح قادرة علي مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.ومع ذلك فالواضح الآن ، أن تليرسون بعد ستة أشهر من المراقبةوالصمت، بينما يختطف البيت الابيض دور ادارته يحاول استعادة زمام المبادرة وتغيير الصورة، يسانده بقوة الكونجرس الامريكي الذي تقلقه بعض اندفاعات الرئيس ترامب ويعتقد أن وزير الخارجية تيلرسون هو الاقدر علي تصحيح مواقفه وكبح جماحه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة ترامب وتيلرسون شراكة متعبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon