توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلفيون وفوانيس رمضان!

  مصر اليوم -

السلفيون وفوانيس رمضان

بقلم - مكرم محمد أحمد

 ما الذى يريده السلفيون من التحريض على منع تعليق زينة رمضان وشراء الفوانيس وكل مظاهر الفرح والبهجة التى تصحُب مجيء الشهر الكريم كل عام، والتى أصبحت بمرور الزمن جزءاً من عادات وتقاليد المصريين فى شهر رمضان يجعل لهذا الشهر الكريم بهجة خاصة, تدعو العرب والمسلمين إلى المجيء إلى مصر خلال هذا الشهر الكريم، بما يساعد على إنعاش الاقتصاد وتبادل المنافع وزيادة التعارف بين الأمم والشعوب، وقد كان التعارف والتواصل بين الأمم والشعوب واحداً من الأهداف النبيلة العليا التى حض عليها الإسلام لأن الإسلام فى جوهره ليس دين عزلة ولكنه دين تواصل ومحبة.

وما الذى يسىء إلى السلفيين إذا استقبل المصريون شهر رمضان بفرح غامر وما الذى يضايقهم إن خرج أطفال مصر مع بداية الشهر الكريم يُغنون كما كان يُغنى أسلافهم من قديم الأزل (وحوى يا وحوى وحالوا يا حالوا)، وهل تسيء إلى الإسلام هذه الأغنيات الجميلة التى يسمعها الناس فيبتهلون فرحاً بالشهر الكريم! . ولماذا يتهلل وجه المصريين بشراً وهُم يسمعون فى رمضان صوت عبدالمطلب يصدح بهذه الأغنية الرائعة (رمضان جانا وفرحنا به) التى أصبحت أمارة على مجيء شهر رمضان، مثلما يخشعون ويسّرون عندما يسمعون صوت الشيخ رفعت وهو يؤذن فى مغرب رمضان، وإذا كان السلفيون يفهمون أن الجهامة والغلظة هى الإسلام فبئس هذا الفهم غير الصحيح، لأن الإسلام يدعو إلى مسرة القلب والفؤاد ولأن الرسول الكريم لم يكن جهماً ولكنه كان عطوفاً بشوشاً صاحب بشر منفتح الأسارير.

لقد أرهقتنا كثيراً فتاوى السلفية التى لا محل لها من الإعراب وكثيراً ما تتنكب الطريق الصحيح لفهم هذا الدين السمح الذى لا يشاده أحد إلا غلبه وكان دائماً دين يُسر ورحمة.., وعندما يصدر السلفيون فتوى يعتبرونها شرعية بأن تعليق الزينة فى رمضان حرام فهى باليقين فتوى كاذبة لأن الإسلام لا يعادى البهجة والسرور، وعندما يتزيدون القول ويحّرمون أغانى رمضان لأنها تنطوى على قدر من الموسيقى فهم يثبتون جهالتهم لأن الموسيقى ترقى بالمشاعر وبها تشف نفس الإنسان وتعلو، ولأن الإسلام لم يحرم الموسيقى أو الغناء, و قد نظم اهل المدينة يوم مجىء الرسول أغنية ذات إيقاع بسيط وجميل (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع)

ولأن فتاوى السلفيين مشكوك فى مصداقيتها فإن واحداً من واجبات دار الإفتاء أن تراجع هذه الفتاوى لأن المصريين اصطلحوا على أن الأزهر والإفتاء وهيئة كبار العلماء هم المنوط بهم وحدهم إصدار الفتاوى الشرعية الصحيحة، والمؤسف أن يتجرأ السلفيون على القول بأن الموسيقى حرام شرعاً فى رمضان وهو قول غير صحيح لأن الموسيقى هى أرقى الفنون التى عرفها ومارسها الإنسان خاصة عندما تكون نغماً مجرداً، وأظن أنها نشأت وتطورت فى كنف الدين، والأمر الذى لا شك فيه أن قراءة القرآن ترتيلاً و تجويداً تنطوى على نوع من الموسيقى تتنوع مع تنوع القراءات، وتُكسب السامعين خشوعاً، ومع الأسف لا يرى السلفيون فى الموسيقى سوى أنها مجرد بدعة وضلالة!.

ومنذ أن اعتبر السلفيون أنفسهم حزباً بديلاً عن جماعة الإخوان ووقر فى نفوس غالبيتهم أنهم الوريث لدور هذه الجماعة، زاد انحراف أفكارهم كما زادت فتاواهم تعصباً وتطرفاً الى حد تحريض المسلمين على أن يمتنعوا عن تهنئة أشقائهم الأقباط بأعيادهم بما ينطوى على قدر واضح من التعصب والكراهية وتقسيم المجتمع المصرى إلى نحن وهُم! ولست أعرف ما الذى يبرر لجماعات السلفيين أن تتحدث وكأنها حزب سياسى رغم أن الأحزاب الدينية غير مشروعة بحكم الدستور والقانون..، أفهم أن يكون من حق كل سلفى أن يعتقد ما يراه صحيحاً فى إطار حق كل مواطن فى حرية الرأى والتعبير, لكن عندما يتحدث السلفيون كحزب دينى عقائدى يرفضون تهنئة أشقائهم المصريين الأقباط بأعيادهم و يحرمون البهجة وتعليق الزينة فى رمضان وهى جزء من هوية مصر الثقافية, ويرون أن الدين هو الغلظة والجهامة فإنهم بذلك يمارسون عملاً حزبياً سياسياً خارجاً على القانون يعمل لشق الوحدة الوطنية، وهذا ما لا يجوز السماح به لأنه يُشكل خطراً حقيقياً على وحدة البلاد و هويتها الثقافية و الدينية خاصة انهم يتصرفون كحزب سياسى!.


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلفيون وفوانيس رمضان السلفيون وفوانيس رمضان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon