توقيت القاهرة المحلي 05:01:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة الجياع فى طهران !

  مصر اليوم -

ثورة الجياع فى طهران

بقلم - مكرم محمد أحمد

يبدو أن الشعب الإيرانى ضاق ذرعاً بالحوزة الحاكمة سواء فى ذلك المحافظين أم الإصلاحيين بسبب الفساد وإرتفاع الأسعار وإنعدام الإصلاح وتزايد الإنفاق على تصدير الثورة إلى الخارج وتمويل الحوثيين وحزب الله اللبنانى والدور الذى يلعبه الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا والعراق، ولأول مرة ترتفع فى سماء المدن الإيرانية شعارات من نوع، الدكتاتور خامنئى، ولا لغزة ولبنان، ويسقط الجمهورية الإسلامية، والشباب عاطل والملالى على المكاتب، وفى جامعة طهران إحتشد الطلاب أمام المدخل الرئيسى للجامعة يهتفون، لا للمحافظين ولا للإصلاحيين، مطلوب إطلاق سراح إيران من حكم الملالى .

ويشير ملصق إنتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعى إلى 70 مدينة إيرانية تستعد للخروج فى تظاهرات عارمة، تحدد زمان ومكان إنطلاق المظاهرات بينما قررت الحكومة إغلاق محطات المترو وسط طهران للحيلولة دون تدفق المزيد من المحتجين إلى محيط جامعة طهران، كما تتواصل المظاهرات فى عدد غير قليل من المدن الإيرانية بما فى ذلك شاوة وزنجان، كما قتل إثنين من المتظاهرين فى مدينة درود غرب إيران وأربعة محتجين على يد الحرس الثورى الإيرانى فى مدينة خرام أباد، ونزل رجال الباسيج إلى عدد من المدن والمخابرات، بعد فشل الأمن فى السيطرة على الأوضاع. ويقول الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى للشرق الأوسط، إن الإحتجاجات الإيرانية وليدة تراكم ضغوط إقتصادية يدفع ثمنه الأبرياء والفقراء، وأن الإحتجاجات تؤكد إتساع دائرة الفقر فى بلد غنى بسبب الفساد الحكومى الهائل والإنفاق العسكرى المهول على تصدير الثورة، مشيراً إلى أن وزارة الشئون الإجتماعية أحصت أكثر من 12 مليون مواطن تحت خط الفقر يعانون المجاعة، فيما يستحوز 5 فى المائة على منابع الثروة هم أعضاء الحوزة الحاكمة، وثمة ما يشير إلى أن مقدرات الثروة تحت يد المرشد الأعلى خامننى تصل إلى 95 مليار دولار بينما يعانى 40 فى المائة من الشباب من البطالة، وأن فورة الغضب جاوزن الرئيس حسن روحانى إلى النظام برمته وأن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة، وإذا كانت المظاهرات بدأت فى مدينة مشهد ثانى مدن البلاد بتحريض من المحافظين على حكومة حسن روحانى فإن الهدف من التظاهرات بات متعدداً لا يقتصر على تحجيم روحانى أو الإطاحة به، لافتاً النظر إلى أنها المرة الأولى منذ الثورة الإسلامية التى ترفع فيها الشعارات تنعى بالأسف حكم شاه إيران !

ونقلت وكالة تسليم شبه الرسمية بإسم متحدث الخارجية السابق حميد رضا أن الإحتجاجات تتعلق بالقضايا الإقتصادية وموجة البطالة التى تضرب الشباب وإن كانت وكالة تسليم هاجمت تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب التى أعلن فيها أن الإيرانيين يريدون التغيير وأن الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وأن اليوم الذى يختار فيه الشعب الإيرانى نظام حكمه بات وشيكاً وفى بيان صدر عن الخارجية الأمريكية قالت المتحدثة الرسمية أن إيران دولة مستنزفة مارقة تقوم صادراتها على العنف وتصدير الثورة وسفك الدماء .

كما يزداد تأثير مواقع التواصل الإجتماعى التى يتابعها ملايين الشباب الإيرانى وأشهرها “أمدنيوز” الذى يلعب دوراً إعلامياً خطيراً فى دعم حركات الإحتجاج الإيرانية ومتابعة أكثر من مليون ونصف المليون ناشط إيرانى فى الداخل والخارج وعندما أغلق موقع تلغرام صفحة “أمدنيوز” سرعان ما ظهرت صفحة بديلة بلغ عدد روادها أكثر من 560 ألف ناشط إيرانى خلال ساعات، لكن اللافت للنظر هو غياب الجزيرة القطرية عن تغطية أحداث إيران وهى التى دأبت على إختلاق وفبركة أحداث الربيع العربى الزائف فى مصر والبحرين بما يؤكد التواطؤ بين الدوحة وطهران على تعتيم مظاهرات الإيرانيين رغم إنتشارها فى عشرات المدن الإيرانية . وبرغم أنه قد يكون مبكراً بعض الشىء الحديث عن تغير وشيك فى معادلة الحكم الإيرانى إلا أن الجديد فى الأمر أن مزاج الشارع الإيرانى يتغير بصورة متسارعة لأنه ضاق ذرعاً بسياسات الملالى التى تنفق ملايين الدولارات على تصدير الثورة إلى الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان وجماعات الأسد فى سوريا بينما يتضور شعبها جوعاً فى الداخل .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة الجياع فى طهران ثورة الجياع فى طهران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon