بقلم مكرم محمد أحمد
يسود الذعر قوات «داعش» التى تحتل الموصل ثانية مدن العراق اهمية وتعدادا فى السكان، بعد ان بات مؤكدا ان عملية تحرير المدينة سوف تبدأ قريبا ان لم تكن قد بدأت بالفعل، باستيلاء القوات المسلحة العراقية على عدد من القرى والمواقع الحيوية فى محيط المدينة تفصلها عن الموصل أميال محدودة،اهمها القاعدة الجوية كواره التى تقع على مسافة 25ميلا من الموصل والتى انسحبت منها قوات داعش هذا الاسبوع إثر هجوم كاسح للجيش العراقي، فضلا عن اعمال تمهيدية آخرها إلقاء سبعة ملايين منشور على سكان مدينة الموصل تطالبهم بالاستعداد لساعة الصفر وتجنب الوجود فى الاماكن التى يسكنها جنود «داعش» وقياداتهم. ومنذ ان اكتشفت قوات «داعش» وجود كتابات على جدران المواقع المهمة فى الموصل تحض على مقاومة الاحتلال وبينها الجامع الكبير الذى القى من فوق منبره ابوبكر البغدادى خطابه الشهير وهو يعلن نفسه أميرا للمؤمنين، يسود الارتباك قوات «داعش» التى لاتزال تحتل المدينة ويبلغ عددها ما بين 3 و4آلاف مقاتل، ينهمكون فى حفر الخنادق حول المدينة وتجهيز السيارات المفخخة وتلغيم المبانى الحيوية فى المدينة بعد ان اختفوا من معظم شوارع الموصل، وقطعوا شبكة الانترنت، ووسعوا من نطاق القبض العشوائى على شباب المدينة واعدامهم رميا بالرصاص فى ميدان عام بدعوى انهم اعضاء فى جهاز سرى للمقاومة ينشط الآن تمهيدا لبدء معركة التحرير!، لكن الهدف الحقيقى من عمليات الاعدام العشوائى هو نشر الذعر فى نفوس سكان الموصل التى تقرب أعدادهم الآن من المليون نسمة، لايزالون يعيشون داخل الموصل، محاصرين لايستطيعون الخروج من المدينة لان «داعش»، تحرص على ان تبقى عليهم دروعا بشرية لحماية جنودها. ويصر الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان على مشاركة قواته فى تحرير مدينة الموصل، وان كان الامريكيون لايزالون يرفضون العرض التركى كما يرفضون اشراك قوات الحشد الشعبى المشكلة من الميليشيات الشيعية العراقية فى عملية التحرير كى لاتفسدها احتمالات الصدام المسلح بين الشيعية والسنة..، وما يهم الامريكيين اولا هو نجاح المفاوضات السرية التى تجرى الآن بين حكومة بغداد والملا البرزانى رئيس كردستان العراق حول مستقبل مدينة الموصل ووضع الاقليات داخلها وضمانات سلامتهم، خاصة ان البرزانى يصر على ان تسبق الحل السياسى لقضية الموصل عملية التحرير التى تعتمد على قوات الجيش العراقى والبشمرجة الكردية.