توقيت القاهرة المحلي 10:41:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حماقة أردوغان شرق المتوسط !

  مصر اليوم -

حماقة أردوغان شرق المتوسط

بقلم : مكرم محمد أحمد

 عندما يجرى الحديث عن علاقات مصر واليونان وقبرص فمن الضرورى أن يدخل فى اعتبار الجميع جذور هذه العلاقات التى تضرب عمقاً فى القدم إلى قرون عديدة قبل الميلاد, عندما أقام الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية على الشاطىء الجنوبى للبحر الأبيض, لتصبح الجسر العظيم الذى عبرت عليه ثقافة العالم القديم ,التى كانت مزيجاً رائعاً من الثقافتين اليونانية والمصرية القديمة,عمقت ووسعت وأفرزت علاقات شعبية وطيدة, مكنت جالية يونانية ضخمة من أن تعيش فى جميع قرى صعيد مصر ووجهها البحرى, تدير البورصة والمقهى والمحلج القديم وبوفيه محطة السكة الحديد ومحال البقالة, ليتعايش المصريون واليونانيون فى تآلف شعبى نادر، ناصرت اليونان حق مصر فى استعادة قناة السويس وأفشلت محاولات شركة القناة المأممة سحب المرشدين الأجانب الذين حل مكانهم المرشدون اليونان والقبارصة، كما وحدت معارك التحرر الوطنى شعوب المنطقة, ووقف عبدالناصر إلى جوار كفاح الأسقف مكاريوس من أجل وحدة واستقلال قبرص, وكانت اليونان وقبرص دائما من شواغل مصر الأساسية فى هذه الفترة المهمة من تاريخ حركات التحرر الوطني.

وما من شك أن صداقة المصريين واليونانيين والقبارصة هى التى نسجت منذ القدم العلاقات الحميمة بين دول شمال المتوسط وجنوبه, وأقامت هذا الصرح الهائل من المحبة والثقة المتبادلة الذى تنهض فوقه الآن مصالح جديدة تربط شعوب المنطقة، تتمثل فى حقول الغاز التى تم اكتشافها فى مصر وقبرص ولبنان وفلسطين التى يمكن أن تفتح آفاقا للتعاون بغير حدود بين شعوب البحر المتوسط ,تخدم فرص الاستثمار المشترك، وتوسع مجال التعاون مع دول الاتحاد الأوروبى التى تتطلع إلى الاستفادة من غاز المتوسط بما يغنيها عن الاعتماد الكامل على روسيا, ويجعل مصر مركزاً إقليمياً للطاقة تربط بين المتوسط واوروبا لأن مصر تملك البنية الأساسية التى تساعد على تصدير هذا الغاز مسيلا إلى أوروبا، وتملك شبكة من الأنابيب البحرية ذهاباً وإياباً, يمكن أن تربط مصر وقبرص ودول الاتحاد الأوروبى, ولأن مصالح هذه الشعوب تزداد كثافة لا غرابة أن يجتمع قادة مصر واليونان وقبرص على مستوى القمة ثلاث مرات, يناقشون مشروعاً بكلفة مليار دولار لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعى يمتد من قبرص إلى مصر, ويناقشون مشروعاً ثانيا لا يقل أهمية, يربط كهرباء مصر بكهرباء قبرص بشبكة أوروبا الموحدة, ليصبح فى الإمكان نقل الكهرباء عبر السعودية والسودان الي مصر و دول اوروبا, وتصبح مصر مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة عبر كابل بحرى بتبادل ما بين الفى إلى ثلاثة آلاف ميجا وات مع أوروبا.

ومع توقيع الجانبين المصرى والأوروبى على اتفاقية كبرى لتصدير الغاز المسيل إلى أوروبا يتعزز تحول مصر إلى مركز إقليمى لتداول الطاقة يمكن أوروبا من الحصول على إمدادات غاز جديدة تلبى استهلاكها المتزايد خلال الفترة القادمة.., لهذه الاسباب يضع الاتحاد الأوروبى مصر فى بؤرة اهتمامه فى ضوء الامكانات التى تتمتع بها مصر، سواء فى مجال البنية الأساسية, فضلاً عن الاكتشافات الجديدة التى تحققت, سواء فى حقل ظهر الذى يصل إنتاجه إلى حدود 2.9 مليار قدم مكعب يومياً بحلول منتصف عام 2019, ويمكن ان يشكل أحد المصادر المهمة لتنويع مصادر الطاقة لأوروبا بسبب التراجع الهائل فى إنتاج الغاز الأوروبى وتمثل تركيا عنصر الشغب والاحتكاك التى تسعى إلى تعطيل خطط قبرص لتطوير حقولها البحرية, تستند فى ذلك إلى قوة تركية ترابط شمال جزيرة قبرص قوامها 29 ألف جندى, فضلاً عن قوة بحرية قوامها خمس بوارج رغم تطمينات القبارصة اليونانيين بأنه لا شىء يمنع استفادة القبارصة الأتراك من عائد الغاز سوى إعادة توحيد قبرص.

وقد انتقد البرلمان الأوروبى تصرفات تركيا واستفزازاتها المتواصلة وتهديداتها المستمرة باستخدام القوة، وإن كان الواضح أن الوضع الراهن للجيش التركى لا يمكن أردوغان من شن حرب جديدة على قبرص أو اليونان, فضلاً عن رفض أغلبية حزب الناتو لتصرفات أردوغان ، بل ثمة من يعتقدون أن تركيا ليست مؤهلة الآن للمقامرة والحرب، لأن ذلك يشكل فى هذا التوقيت انتحاراً ذاتياً.

نقلا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماقة أردوغان شرق المتوسط حماقة أردوغان شرق المتوسط



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 10:08 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
  مصر اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon