توقيت القاهرة المحلي 01:32:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عفواً وزير الخارجية الأمريكى قرارك خاطئ

  مصر اليوم -

عفواً وزير الخارجية الأمريكى قرارك خاطئ

بقلم : مكرم محمد أحمد

إن كان صحيحا أن من حق الولايات المتحدة أن تعلق أو تسحب بعض أو كل مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر لأسباب تحقق مصلحة أمريكية فهذا حقها لا جدال لأن الأموال فى النهاية أموال أمريكية مصدرها دافع الضرائب الأمريكى لكن عندما يقرر وزير الخارجية الأمريكية «ركس تيلرسون» تعليق صرف مبلغ 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر المخصصة لمعاونة أجهزة الأمن الداخلية فى مصر على تعزيز قدراتها فى الحرب على الإرهاب وسحب مبلغ آخر من حجم المعونة ووضعه فى حساب خاص لدى الكونجرس إلى أن تظهر مصر إشارات واضحة تؤكد التزامها بمطالب تتعلق بحقوق الإنسان المصرى كإنسان فربما يكون ذلك مقبولاً بعض الشيء رغم فجاجة توقيت القرار !، أما أن تعلق المعونة العسكرية كلها أو بعضها بسبب الخلط السيئ والمتعمد بين حقوق الإنسان المصرى كإنسان ومصالح بعض جمعيات المجتمع المدنى التى ترتزق من هذا النشاط ، ويهمها الإبقاء على مصادر تمويلها الأجنبية سراً على الدولة المصرية دون أن تعمل الدولة حقها فى أن تعرف حجم التمويل الأجنبى لهذه الجمعيات وأوجه إنفاقه، وفى الوقت نفسه باباً مفتوحاً على مصراعيه للتمويل من الخارج دون رقيب أو حسيب ، فأمر يجافى فى مظهره ومخبره الحق والقانون وحقوق السيادة وطبائع الأمور، فى ظل عمق العلاقات بين دولتين تربطهما مصالح إستراتيجية ضخمة وأهداف واضحة مشتركة تخلص فى الحرب على الإرهاب إلى أن يتم اجتثاث جذوره ، وتحقيق أمن الشرق الأوسط واستقراره .

وعندما تشترط مصر معرفتها بحجم التمويل وأوجه إنفاقه ضماناً لأمنها الوطنى فى ظل ظروف صعبة تواجه فيها تدخلا خارجيا سافرا يستهدف ضرب أمنها الوطنى من خلال تمويل وتسليح وتدريب جماعات الإرهاب يعرف الأمريكيون على وجه خاص حجم خطورته وأبعاده! ، يصبح من حق مصر أن تغضب وتبدى استياءها البالغ عندما تنساق الولايات المتحدة بحجمها وضخامة تأثيرها وقدرتها على فرز الحقيقة من الكذب، وتعتبر حماية الأمن الوطنى المصرى تعبيرا غامضا فضفاضا لا ينبغى وضعه فى الحسبان! كما تطالب جماعات المستفيدين والمتاجرين فى هذا النشاط المتعلق بحقوق الإنسان ، وكذلك الحال عندما تطالب مصر بضرورة الحفاظ على قيم المجتمع فى مصر الذى يرفض مسلموه وأقباطه اعتبار زواج المثليين واحدا من حقوق الإنسان ! .

والأمر المؤكد أن إدارة الرئيس ترامب تعرف على وجه التحديد ماذا فعلت إدارة اوباما بأمن مصر فى هوجة 25 يناير ، عندما شجعت بعض جمعيات المجتمع المدنى فى مصر على الخلط بين مهمة الحفاظ على حقوق الإنسان المصرى وبين دورها كجمعيات سياسية معارضة تعمل على نشر الفوضى غير البناءة، وتتجاوز أطر القنوات الشرعية وحقها فى التعبير احتراما لحرية الرأى إلى العمل على قلب نظام الحكم! وأظن أن من حق الدولة المصرية أن تلوم إدارة الرئيس ترامب التى كان من واجبها المهم أن توازن على الأقل بين رؤية الدولة المصرية التى تجمعها مصالح إستراتيجية مع الدولة الأمريكية ورؤية هذه الجمعيات التى تعمل فى مجال حقوق الإنسان وتحتمل الخطأ والصواب ! .

وربما يدخل فى واجب مصر أن تقدم الشكر للولايات المتحدة على مساعداتها لها منذ أن تم توقيع اتفاقات السلام والتى يقدرها الأمريكيون فى حدود 80 مليار دولار، لكن على الأمريكيين أن يحسبوا فى المقابل حجم الفوائد الضخمة التى تحققت للولايات المتحدة منذ هذا التاريخ سواء على مستوى الأمن الوطنى الأمريكى ومصالح أمريكا الإستراتيجية الآمنة فى الشرق الأوسط أو على المستوى الاقتصادى وزيادة فرص العمل فى أمريكا بسبب المعونة وجميعها تمثل مصادر ربح ضخمة تفوق بكثير ما تحقق لمصر يمكن حسابها عدا ونقدا ، والأهم من ذلك جميعا ألا تغفل واشنطن عن حجم التقدم الضخم الذى طرأ على حقوق الإنسان فى مصر ووصلت آثارها إلى المعتقلين فى السجون المصرية المدانين بارتكاب جرائم إرهابية ، من أصدقاء الرئيس السابق اوباما الذين صدرت بشأنهم أحكام عادلة ونهائية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عفواً وزير الخارجية الأمريكى قرارك خاطئ عفواً وزير الخارجية الأمريكى قرارك خاطئ



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon