توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع القوة بين روحانى وخامنئى

  مصر اليوم -

صراع القوة بين روحانى وخامنئى

بقلم : مكرم محمد أحمد

تتصاعد أزمة الثقة داخل الحوزة الحاكمة فى إيران بين تيار المحافظين المتشدد الذى يستند إلى دعم المرشد الأعلى خامنئى وتأييد الحرس الثورى وقوات الجيش والمخابرات والباسيج وأغلب أجهزة الاعلام، وبين تيار الإصلاحيين الذى يسود الشارع الإيراني، ويجسده الآن الرئيس حسن روحانى بعد نجاحه الساحق الأخير فى الفترة الثانية للانتخابات الرئاسية، وتفوقه على منافسه المحافظ آية الله رئيسى أحد أقطاب القضية القضائية المحافظة بأكثر من 5 ملايين صوت انتخابي، أكدت الضعف المتزايد لمعسكر المحافظين وافتقاده الشديد إلى المساندة الشعبية، وعجزه عن إنجاح مرشحه رغم سيطرته الكاملة على الجيش والإعلام والحرس الثوري! 

ويكاد النزاع بين المعسكرين يصل الآن إلى ذروته بعد إلقاء القبض على فريدون حسين شقيق الرئيس روحاني، مساعد رئيس الجمهورية وأحد كبار الذين شاركوا فى مفاوضات الاتفاق النووى مع الجانب الامريكى فى اتهامات مالية تتعلق بالإجراءات ولاترقى إلى حدود الجريمة، يعتقد مؤيدو حسن روحانى الذين يشكلون أغلبية معتبرة فى الشارع الايرانى وينتمى معظمهم إلى تيار الإصلاحيين أنها جزء من تخطيط يشارك فيه المرشد الأعلى خامنئي، هدفه تشويه صورة الرئيس روحانى والعمل على إفشاله تمهيدا لإقصائه بعد أن فشل المحافظون فى إسقاطه فى انتخابات الرئاسة، خاصة أن اعتقال فريدون جاء قبل أيام من موعد حلف اليمين الدستورية للرئيس روحاني، وفى خضم خلافاته المتصاعدة مع المرشد الأعلى الذى اتهم روحانى بصورة تكاد تكون مباشرة بمحاولة تمزيق وحدة الثورة الإسلامية، والسير على نهج رئيس الجمهورية الأسبق أبو الحسن الصدر الذى تم إقصاؤه من الحكم ونفيه خارج البلاد عندما اختلف مع المرشد الأعلى السابق خاميني! 

ويزيد من تصميم تيار المحافظين على حصار روحانى والعمل على إقصائه احساسهم بعد الفوز الساحق لروحانى أنهم فقدوا سيطرتهم على الشارع السياسى فى ايران رغم ما يملكونه من أسباب القوة.. وهذا فى حد ذاته يشكل متغيرا مقلقا يعيد إلى ذاكرة المحافظين مشهد الثورة الخضراء التى شارك فيها الشباب الإيرانى بنسب عالية، كما شاركت فيها المرأة الإيرانية التى ضاقت ذرعا بقيود المحافظين وكبتهم الشديد للحريات العامة والخاصة، وكان يمكن أن تؤدى إلى إسقاط حكم الملالى لولا أن تم قمعها بقسوة بالغة! 

ومايزيد من حدة الصراع الداخلى فى إيران حدة الصراع بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى حول مصير الاتفاق النووى الإيراني، وكيفية التعامل مع طهران، فعلى حين تعتقد إدارة الرئيس الأمريكى ترامب أن الاتفاق النووى مع طهران يحتاج إلى مراجعة شاملة تلزم إيران وقف تجاربها الصاروخية، وأن الوسيلة المثلى لتحقيق هذا الهدف تكمن فى فرض عقوبات جديدة على إيران، يعتقد الأوروبيون بضرورة احترام الاتفاق النووي، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة النووية أكدت التزام طهران بتنفيذ كافة بنوده، وأن فرض عقوبات جديدة على إيران ربما لن يكون مجديا وسوف يستغلها تيار المحافظين لإحكام قبضتهم على حكم طهران، بينما يمكن لبناء علاقات طبيعية مع إيران، والمشاركة الغربية الواسعة فى مشروعاتها الاستثمارية الضخمة، وتنشيط علاقاتها التجارية مع العالم الخارجى فى سوق نشيطة مفتوحة أن يؤدى الى تقوية تيار الاعتدال داخل الحوزة الحاكمة ولايزال الصراع مستمرا على الجبهتين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع القوة بين روحانى وخامنئى صراع القوة بين روحانى وخامنئى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon