بقلم : مكرم محمد أحمد
صباح اليوم (الإثنين) يبدأ الرئيس السيسى زيارة مهمة لألمانيا يحضر خلالها مؤتمر مجموعة العشرين وإفريقيا الذى يحضره 10 من رؤساء إفريقيا، إضافة إلى رئيس وزراء إيطاليا ممثلاً لدول الاتحاد الأوروبى ، وترأسه المستشارة الألمانية ميركل تحت عنوان (شراكة نحو المستقبل) بهدف تعظيم حجم الاستثمارات العالمية فى إفريقيا لخلق فرص عمل تغنى عن هجرة آلاف الأفارقة عبر المتوسط الذين يتعرضون لمخاطر الغرق ، إضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب بعد أن أصبح الأمن الأوروبى معلقاً على أمن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وسوف يكون لقاء ميركل والسيسى هو السادس فى غضون عامين منذ لقائهما الأول فى دافوس عام 2015 إلى لقائهما الخامس فى مارس الماضى عندما زارت المستشارة الألمانية مصر فى زيارة بالغة الأهمية ، عكست عمق العلاقات بين البلدين بعد أن أصبحت مصر شريكاً قوياً لألمانيا فى منطقة بالغة الاضطراب هى الشرق الأوسط ، تنهض فيها مصر بالدور الرئيسى فى الحرب على الإرهاب، إضافة إلى دورها كدولة محورية مهمة فى إفريقيا، فضلاً عن كونها ركيزة الاستقرار فى الشرق الأوسط وسوقاً جاذبة للإستثمارات الألمانية والأوروبية ، وكما يقول السفير الهمام بدر عبد العاطى فإن المانيا تمثل بالنسبة لمصر فضلاً عن كونها أقوى وأهم دولة أوروبية سوقاً اساسية للسلع المصرية، ومصدراً مهماً لتوفير تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة فى مجالات عديدة ونموذجاً يحتذى به فى التعليم والتدريب الفني، إضافة إلى وضعها الجديد كأكبر دولة أوروبية مصدرة للسياحة حيث بلغ عدد السياح الألمان عام 2016 أكثر من 650 ألف سائح ، تشير كل التوقعات إلى أن أعدادهم عام 2017 سوف يتجاوز المليون سائح بما يؤكد علاقات الشراكة الوطيدة بين البلدين.
والواضح أن العلاقات المصرية الألمانية تمر بأفضل فتراتها فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقات المصرية الأمريكية فترة ازدهار وتقدم بما يعكس استعادة مصر لمكانتها الدولية ، دولة قوية فى الشرق الأوسط تشكل حائط صد أمام جماعات الإرهاب ونموذجاً فريداً فى التنمية ، ولهذه الأسباب لم تعد العلاقات المصرية الألمانية مجرد علاقة مانح ومتلق وإنما علاقة شراكة حقيقية يكللها اتفاق شراكة أمنية هو الأول من نوعه مكن مصر، من شراء غواصتين ألمانيتين وصلت الأولى إلى مصر والثانية فى الطريق، إضافة إلى حجم ضخم من الاستثمارات مع أكبر الشركات الألمانية يتوجه اتفاق مع شركة سيمنس يشكل نموذجاً راقياً لعلاقات التعاون الدولى ، وسوف يكون السيسى أول المتحدثين فى قمة العشرين الإفريقية بعد كلمة المستشارة الألمانية وخطاب رئيس الاتحاد الإفريقى الافتتاحى ، ومن المؤكد أن الملف الليبى والفوضى التى تضرب أطنابها فى الشمال وعجز المجلس الرئاسى بقيادة السراج، لأن الجماعات المتطرفة تشكل مظلة آمنة فى الشمال سوف يكون أهم الملفات التى يناقشها المؤتمر فى جلسته الثانية التى تعقد فى مقر المستشارية الألمانية ، حيث يعاود الرئيس حديثه عن ضرورة مساعدة ليبيا على تحقيق الأمن والاستقرار فى مداخلة مهمة ، كما سوف تحظى العلاقات الثنائية بين مصر والمانيا باهتمام خاص، حيث يجتمع الرئيس مع نائب المستشارة الألمانية ووزراء الخارجية والداخلية والتعاون الألمان ، فضلاً عن لقائه مع رؤساء أكبر 20 شركة عالمية، وعدد كبير من رجال الأعمال الألمان وبعض رجال الأعمال المصريين بما يزيد من أهمية الزيارة ويضاعف من مردودها على الساحة المصرية.