توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان وساطة فاشلة

  مصر اليوم -

أردوغان وساطة فاشلة

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن هناك جماعة أخرى متورطة فى جرائم الإرهاب التى تقع فى ربوع مصر الآن مهما تعددت أسماؤها وعناوينها سوى جماعة الإخوان بقياداتها وكوادرها وأنصارها وطابورها الخامس الذى ينتشر فى كل أرجاء مصر ، توجه جرائمها إلى الشرطة والأمن والقوات المسلحة فى عمليات غادرة تستهدف مواقع شرطية نائية وأفراداً أغلبهم غير ذى صلة يحرسون موقعاً مدنياً هنا أو هناك، فإذا تصورت الجماعة وهماً أنها قادرة على شن هجوم مؤثر يكون نصيبها فى الأغلب هزيمة قاسية تتكبد فيها خسائر جسيمة كما حدث فى الهجوم الأخير على بعض الأكمنة فى منطقة رفح ، عندما وجد المهاجمون أنفسهم محاصرين تحت وابل من نيران قوات الحراسة الأرضية وعمليات القصف التى تقوم بها قوات جوية ذات جاهزية عالية خرجت فى التو واللحظة تعمل فيهم القتل والتدمير ومع ذلك كررت الجماعة الخطأ ذاته فى صحراء الإسماعيلية بعد يومين لتفقد المزيد من القتلى والجرحي!

ولست أفهم سبباً عقلانياً واحداً لغزارة عمليات الهجوم التى تشنها جماعة الإخوان إلا أن يكون الهدف الانتقام من موقف مصر من الأزمة القطرية وإصرارها على مواصلة حربها على الإرهاب إلى أن يتم اجتثاث جذوره وتتوقف عمليات تمويله فى ظل ضمانات ورقابة دولية تتابع تنفيذ شروط أى اتفاق يُعقد مع قطر لأن قطر لم تحترم الاتفاق الذى وقعته عام 2014 وكان يتضمن الشروط نفسها التى ترفضها الآن! .. ، وربما تكون جماعة الإخوان اختارت هذا التوقيت لتكثيف جرائمها إبراء لساحة قطر التى تعانى من مقاطعة جيرانها وأشقائها وتتعرض لضغوط دولية تطالبها بوقف تمويلها لجماعات الإرهاب لأن قطر وجماعة الإخوان فكراً وعملاً وتاريخاً شريكان أساسيان فى جرائم إرهاب الشرق الأوسط لمصالح مشتركة لم تعد خافية على أحد! ومن المؤكد أن جماعةالإخوان تعرف جيداً أنها جماعة بلا مستقبل تتفسخ وتزداد كل يوم انقساماً ، وأن تضييق الخناق على قطر يعنى تقزيم قدرة جماعة الإخوان على القيام بأى عمل مؤثر ، خاصة أن أوضاع تركيا شريك قطر الأساسى فى تمويل جماعة الإخوان على كف عفريت ، يمكن أن تتعرض للنكوص فى ظل ظروفها الداخلية التى تفتقد الاستقرار بسبب سياسات رجب طيب أردوغان الذى يصر على أن يحكم تركيا بالحديد والنار ، فضلاً عن أن تركيا لا تملك هذا الثراء العريض الذى تملكه قطر ولا تستطيع أن تنفق دون حساب أو رقيب كما يفعل أمير قطر الذى يعامل بلاده وكأنها«عزبة» يتصرف فيها كيف يشاء!

وما من شك أن رفض الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين أى حلول وسط مع الإرهاب وعودة وزير الخارجية الأمريكى من رحلة وساطته خالى الوفاض وإصرارها على ضرورة أن يكون أى اتفاق لوقف تمويل جماعات الإرهاب توقعه قطر مشمولاً بالنفاذ العاجل، إضافة إلى ضمانات دولية تراقب وتتابع شروط التنفيذ هو المخرج الصحيح للأزمة القطرية مهما طال الخلاف أو تصاعدت ردود أفعاله ، لأنه بدون اجتثاث الإرهاب ووقف تمويله سوف يستمر خراب الشرق الأوسط وربما العالم أجمع ، ومن المؤكد أنه لا أمل البتة فى تحقيق أمن العالم واستقراره إلا إذا تكسر الإرهاب على صخرة مصر، ولقى هزيمة منكرة والتزم المجتمع الدولى عقاب كل دولة تقدم العون المادى والمعنوى له!

وبهذا المنطق الواضح الذى تلتزم به الدول الأربع يصبح السؤال المهم ، هل يمكن أن تحمل وساطة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان شيئاً مفيداً، وهو الضالع فى تمويل جماعة الإخوان، وأحد اسباب تضخم داعش ، والمنحاز سلفاً إلى قطر ، ولماذا يصر أردوغان على وساطة غير نزيهة حصادها الوحيد عودته بخفى حنين؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وساطة فاشلة أردوغان وساطة فاشلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon