توقيت القاهرة المحلي 01:32:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما من حل ثالث بعد ألف عام!

  مصر اليوم -

ما من حل ثالث بعد ألف عام

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن احتفال العشاء الذى أقامته رئيسة وزراء بريطانيا وحضره بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل وجمع من الساسة البريطانيين فى ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور وزير الخارجية البريطانى الذى وعد عام 1917 رئيس الجالية اليهودية فى بريطانيا بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين دون اعتبار لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه، قد أفاد بريطانيا فى قليل أو كثير، أو جعل العالم أكثر اقتناعاً بصحة موقفها الذى أضر بالشعب الفلسطينى ضرراً بالغاً على امتداد مائة عام، عانى فيها الظلم والتشريد وغياب العدالة، فضلاً عن مأساة الخروج العظيم الذى غادر خلالها 800 ألف فلسطينى قراهم وديارهم تحت وطأة عصابات وميليشيات الصهيونية التى أعملت فيهم كل أساليب القتل والترويع، على العكس كشف الاحتفال عن قصور تاريخى فى الرؤية البريطانية لأوضاع الشرق الأوسط ومستقبله وحمل بريطانيا المسئولية التاريخية لأوضاع الفلسطينيين فى الأرض المحتلة، وكشف عن عنصرية شديدة عندما ساعدت بريطانيا على هجرة اليهود من كل أرجاء أوروبا إلى فلسطين، بينما يغادر الفلسطينيون أراضيهم قسراً مشردين فى كل أرجاء الدنيا تحت وطأة العصابات الصهيونية التى ارتكبت عشرات المذابح ضد القرى الفلسطينية الآمنة التى روعها الخوف فغادرت أراضيها! 

والآن تبلغ أعداد الشعب الفلسطينى 12 مليون نسمة، يعيش منهم 2 مليون فلسطينى فى قطاع غزة الذى يكاد ينفجر على نفسه، وأكثر من مليون ونصف المليون داخل الضفة الغربية يعانون أسوأ صور التمييز العنصرى ، ويتم الاستيلاء بصورة ممنهجة على أراضيهم الخاصة وأراضى دولتهم لبناء مستوطنات لليهود القادمين من كل أنحاء العالم، بينما يهيم على وجوههم أكثر من 6 ملايين فلسطينى فى أرجاء العالم دون وطن يلم شتاتهم ويمتنع على الفلسطينى حق العودة إلى أراضيه التى طرد منها قسراً فى عملية إبادة عنصرية تجرى تحت بصر العالم وسمعه لشعب متحضر له تراثه الحضارى والدينى العريق الذى جعل من القدس مكاناً مقدساً فى كل الأديان. 

ومنذ خط وزير الخارجية البريطانى آرثر جيمس بلفور فى 2 نوفمبر عام 1917 رسالته إلى رئيس الجالية اليهودية فى بريطانيا والتر روتشيلد يعد فيها بإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين، لم تتوقف جهود بريطانيا والغرب والروس والأمريكيين عن تنفيذ حلم اليهود بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسطين دون اكتراث بمصير أهل البلاد رغم قرار التقسيم الذى يعطى الفلسطينيين الحق فى إقامة دولة مماثلة، وإذا كان إلغاء الآثار التى ترتبت على وعد بلفور يكاد يكون مستحيلاً الآن كما يقول الرئيس الفلسطينى محمود عباس لأن دولة إسرائيلية يعترف بها العالم أجمع قامت فى فلسطين، يبقى الامل فى إصلاح هذا الخطأ التاريخى والاعتراف بحق الفلسطينيين فى أن تكون لهم دولتهم داخل حدود 67، وبرغم أن معظم العالم يرى فى حل الدولتين الحل الصحيح لمشكلة الصراع العربى الإسرائيلى لا يزال صقور إسرائيل، وفى مقدمتهم بنيامين نيتانياهو يرفضون حل الدولتين ويرفضون أيضاً أن يقوم فى المكان دولة ديمقراطية واحدة يتمتع فيها كافة المواطنين فلسطينيين ويهود بحقوق المواطنة، بحيث يكون شعار الدولة صوتا إنتخابيا واحدا لكل مواطن إسرائيلياً كان أو فلسطينياً، ولا يرون حلاً لهذه القضية سوى قهر الفلسطينيين وإنكار حقوقهم المشروعة رغم أن الفلسطينيين يقبلون بإقامة دولتهم على مساحة لا تزيد على 22% من مساحة وطنهم القديم، ورغم أنهم يعترفون بحق إسرائيل فى أن تعيش فى سلام داخل دولة أمنة ، لقد ساند الفلسطينيون على امتداد 30 عاماً حل الدولتين الذى لاتزال إسرائيل ترفض الاعتراف به، وربما تستطيع إسرائيل بالفعل إفشال حل الدولتين كما تفعل الأن، لكن الفلسطينيين باقون فوق أراضيهم لن يستطيع أحد انتزاعهم من فوقها، سواء تمثل الحل الأخير فى دولة فلسطينية تعيش فى أمن وسلام إلى جوار إسرائيل أو فى دولة ديمقراطية واحدة شعارها صوت انتخابى واحد لكل مواطن فلسطينياً كان أم إسرائيلياً، وما من حل ثالث يمكن أن ينهى هذا الصراع حتى لو استمر ألف عام. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما من حل ثالث بعد ألف عام ما من حل ثالث بعد ألف عام



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon