توقيت القاهرة المحلي 04:26:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب أم الحوار؟!

  مصر اليوم -

الحرب أم الحوار

بقلم : مكرم محمد أحمد

عندما يوجه الحوثيون صواريخهم الإيرانية الصنع من أرض اليمن مرة إلى جدة ومرة إلى الرياض، لابد أن تغضب السعودية، ولابد أن يغضب العالمان العربى والإسلامي، لأنه عمل عدوانى استفزازى ضد السعودية يستهدف تصعيد الصراع الراهن مع إيران إلى حالة حرب، أول أطرافها إيران التى تمد الحوثيين بالصواريخ، ثم السعودية التى وقع عليها العدوان، واليمن الأرض التى تنطلق منها الصواريخ، فضلاً عن أن القضية تتعلق بصميم الأمن العربى الذى يواجه تدخلات إيران على مستوى إقليمى فى اليمن والخليج وسوريا ولبنان، حيث يتجاوز حزب الله وضعه كحزب لبنانى شيعى ليصبح أهم أدوات تدخل إيران فى الشأن العربي، يصل نطاق تدخله إلى سوريا والعراق، وربما اليمن ومصر بعد أن أصبح دولة داخل الدولة بل فوق الدولة، يحارب فى أى مكان فى الشرق الأوسط تشير إليه طهران أو تراه فى صالحها، لأنه لم يعد حزباً لبنانياً وطنياً تلتزم قراراته صالح لبنان، وإنما أصبح مجرد أداة لإيران تعمل لحساب طهران فى كل مكان وعبئاً على لبنان الدولة التى اصطلح العرب يوماً ما على ضرورة حيادها فى الصراع العربى الإسرائيلى حرصاً على مصالح شعبها الصغير.

لكن حرباً عربية إيرانية ضد طهران (الآن) قد لا تكون حسبة صحيحة يخوضها العرب فى هذه الظروف رداً على صاروخ حوثى إيرانى الصنع استهدف الرياض حتى إن حظيت بدعم من الرئيس الأمريكى ترامب، لأن السعودية تخوض الآن حرباً مستحقة ضد عدوان الحوثيين فضلاً عن انشغالها بمعركة تحديث وإصلاح مهمة، قد لا يتوافق على جميع أهدافها جميع قوى الداخل السعودى التى ترفض تعليم الفتاة، وترفض أن تقود المرأة سيارتها، وأن تعمل خارج البيت، أو يكون لها ذمة مالية مستقلة، تلك القوى التى رسخت لنفسها وجوداً قوياً داخل السعودية على امتداد تاريخ التحالف بين الحكم والوهابية، وكانت حتى الأمس القريب تشكل جزءاً من السلطة التنفيذية يتمثل فى جماعة الأمر بالمعروف، ولأن مصر أهم حليف للسعودية تخوض هى الأخرى معركة ضارية ضد تحالف الإرهاب الذى يربط بين داعش والسلفية الجهادية المسلحة وجماعة الإخوان، ولأن لبنان بقسمته الطائفية يمكن أن تهدده حرب أهلية تمكن إسرائيل هذه المرة من أن تضرب مثالاً ناجحاً للتعايش والعيش المشترك، وأن اليمن تتبدد إرادته بين الشرعية والحوثيين وأنصار على عبد الله صالح.

وأظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يدرك جيداً كل الظروف المتعلقة بالأوضاع العسكرية على مسرح الشرق الأوسط يعرف أن الحرب على إيران وحزب الله، لا تشكل الرد الصحيح على صاروخ الحوثيين، أو تحديات حزب الله لأن المسرح العسكرى يمكن أن تسوده الفوضى الهائلة من جراء تدخل أطراف عديدة تحاول استثمار الفرصة المتاحة.. وهذا لا يعنى الاستسلام لمخططات إيران لأن إيران تعانى نقاط ضعف متعددة أكبر بكثير من نقاط الضعف العربى يمكن استثمارها للرد على طهران وأولها نظام حكم فقد الكثير من قوة شعبيته، وتنقسم فيه الحوزة الدينية الحاكمة على نحو عميق بسبب الهوة الواسعة بين الإصلاحيين والمحافظين، ورغبة الشعب الإيرانى المتزايدة فى الانفتاح على العالم، وضيق أفق طهران التى تصر على معاداة العرب وتتدخل فى شئونهم وتستفز السعودية بصواريخها التى يطلقها الحوثيون.

وما تحتاجه السعودية والعرب الآن ليس الدخول فى حرب يصعب حساب نتائجها، ولكن أن تصمد قوى التحديث والإصلاح فى السعودية، وأن تستمر فى معركتها من أجل التقدم، وتعيد ترتيب أولوياتها بما يجعل الأولوية لصالح معركة تغيير الأفكار والرؤي، تنتصر لحقوق المرأة ورفع قيمة العلم وتحافظ على وحدة الأرض والدولة، وتمد المصالحة الوطنية لكل من يريد التحديث والإصلاح، وتنهى كل قسمَة غير صحيحة تضعف البلاد، وتدرك بحق أن المستقبل العربى الواعد يحتاج إلى المزيد من التضامن العربي.

أعرف أن غضب السعودية كبير بسبب صواريخ إيران التى يطلقها الحوثيون من الأراضى اليمنية، لكن الحل الصحيح ليس فى الحرب الآن على إيران التى ينبغى أن تخضع لعقوبات دولية بسبب رعايتها للإرهاب تحت شعارات تصدير الثورة وإمدادها الحوثيين بالصواريخ التى يدعى حسن نصر الله أنها صواريخ يمنية الصنع، كما أن الحل ليس فى أن يدخل لبنان أزمة صعبة تستعصى على الحل الصحيح، وتمكن آخرون من تحقيق أهداف لا علاقة لها بشئون العرب أو مصالحهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب أم الحوار الحرب أم الحوار



GMT 06:19 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

قُم يا شيخنا..

GMT 00:13 2019 السبت ,25 أيار / مايو

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

GMT 00:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon