توقيت القاهرة المحلي 21:18:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا تبقى من داعش ؟

  مصر اليوم -

ماذا تبقى من داعش

بقلم : مكرم محمد أحمد

إعلان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى استعادة كامل مدينة الموصل شرقها وغربها ، واندحار فلول داعش من آخر موقع بعد قتال شرس تواصل على مدى تسعة شهور بلغ ذراه فى الأسابيع الأخيرة ، حيث كان القتال يدور من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت ، يشكل انتصارا ضخما على الإرهاب ينبغى أن يكون موضع حفاوة العرب جميعاً وليس العراق فقط ، الذى من حقه أن يفخر بتضحياته وقواته المسلحة خاصة القوات الخاصة التى استشهد 40 فى المائة من رجالها فى معارك باسلة أنهت وجود داعش على أرض العراق. 

نعم كانت التضحيات جسيمة تمثلت فى عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتشريد الملايين الذين غادروا مدنهم وقراهم ، وتدمير معظم أرجاء الموصل بما فى ذلك جامعها الكبير الذى أعلن من فوق منبره أبو بكر البغدادى رئيس تنظيم داعش نفسه أميراً (الراحل) للمسلمين ، لكن تحرير المدينة من قبضة داعش وسقوط دولة داعش بعد ثلاثة أعوام من احتلال الموصل وانسحابه من أغلب المدن التى احتلها فى العراق يشكل حدثاً إستراتيجياً بالغ الأهمية فى الحرب على الإرهاب أدى إلى اندثار داعش وتشردها عبر الفيافى والقفار.

لكن ذلك لا يعنى أن داعش قد اندحرت تماماً ولن تقوم لها قائمة، لأنه رغم الهزيمة الثقيلة فى العراق لا يزال داعش يملك عناصر قوة مهمة تمثل تهديدا جسيما لأمن الشرق الأوسط والعالم أجمع ، وبرغم فقدان داعش لهذه المساحات الشاسعة من الأراضى التى كانت تشكل ثلث سوريا وربع العراق لا يزال داعش يسيطر على بعض الجيوب المهمة فى العراق إبتداءً من تل عفر وخواجه إلى عدد من قرى محافظة الأنبار ، كما لا يزال يسيطر على مناطق مهمة فى سوريا ابتداءً من الميادين جنوب الرقة إلى عدد من القرى فى بادية الشام ومحافظة دير الزور وصولاً إلى بوكمال على الحدود السورية العراقية. 

والأخطر من ذلك أنه رغم أن داعش فقد أكثر من 60 ألف مقاتل منذ يونيو عام 2014 عندما تم احتلال الموصل إلا أنه لا يزال يحتفظ بحشد كبير ومؤثر يضم آلاف الكوادر الإدارية التى سيطرت على العديد من المدن العراقية والسورية ، والألاف من خبراء التسليح يجيدون استخدام كل أنواع الأسلحة الحديثة ويحسنون تدريب المقاتلين عليها ، وجيشاً كبيراً من خبراء الدعاية والإعلام نجح فى أن يجعل من داعش كياناً مخيفاً يثير الزعر والرعب فى نفوس كثيرين ، فضلاً عن المئات من الكوادر التى تتولى مسئوليات تخطيط وإدارة المعارك ، وهذا يعنى أن داعش رغم تشردها فى شرازم مقاتلة خارج المدن والقرى لا تزال قادرة على تنظيم وتنفيذ عمليات قتال واسعة. 

وخلال احتلال داعش للعراق وسوريا قام بأكثر من 1500 عملية هجوم على 16 مدينة عراقية وسورية ، كما تمكن من شن عمليات خارج سوريا والعراق بينها 51 عملية تمت فى أوروبا وأمريكا ابتداءً من عام 2014 إلى عام 2017 ، إضافة إلى سلسلة أخرى من الجرائم إرتكبها داعش فى الفليبين ونيجيريا بما يؤكد أن داعش لايزال يمثل خطراً على أمن العالم واستقراره ما لم يتكاتف المجتمع الدولى على ضرورة استمرار الحرب على داعش حتى النهاية وتجفيف كل منابعه المالية وعقاب الدول المارقة التى لا تزال تمده بكل صور العون المادى والمعنوي. 

وأخطر ما تبقى من آثار داعش ، التخريب الواسع الذى شمل دول سوريا وليبيا والكلفة الباهظة لإعادة بناء العديد من المدن المخربة التى تحتاج إلى بلايين الدولارات لإعادة البناء ، فضلاً عن بعض الآثار الجانبية التى لا تقل خطراً أهمها تنامى طموحات الأكراد فى أن يكون لهم دولة مستقلة تضم كردستان العراق وأكراد سوريا فى منطقة كوبانى وعين العرب شمالاً الذين حاربوا داعش ببسالة فى سوريا وصولاً إلى مدينة الرقة بما يعنى احتمال وقوع تغييرات جديدة فى خريطة الشرق الأوسط تسمح بقيام كيان وطنى كردي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تبقى من داعش ماذا تبقى من داعش



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 02:31 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

طريقة عمل اللازانيا باللحمة المفرومة

GMT 00:00 2023 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كولر يدرس تصعيد شباب الأهلي بعد تألقهم مع منتخب الشباب

GMT 02:52 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تبهر متابعيها بـ إطلالة جديدة

GMT 02:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مسعود أوزيل يغادر لندن للانضمام إلى صفوف فناربخشة التركي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة لا ينبغي تقديمها للأطفال في فصل الشتاء تعرّفي عليها

GMT 02:48 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على السيرة الذاتية للفنانة عبير بيبرس

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء

GMT 00:30 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شقيق جيجي حديد وبيلا حديد ينافسهما في مجال عرض الأزياء

GMT 10:43 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة صينية ترتدي فستان زفاف ساحرًا من مئات الطبقات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon