بقلم : مكرم محمد أحمد
رفع المؤتمر العام للحزب الشيوعى الصينى - الذى عقد الشهر الماضى - مكانة الرئيس الصينى جين بينج إلى مستوى الزعيم التاريخى ماوتسى تونج، بما يعنى إعطاءه حق البقاء فى السلطة مدى الحياة، وكتابة اسمه فى دستور الصين باعتباره واحداً من زعماء الصين التاريخيين الذين مكنوا الحزب الشيوعى من السيطرة على كل مناحى الحياة الصينية، وأحد الذين صنعوا من الصين قوة عظمى على المسرح الدولى اقتصادياً وعسكرياً تقف فى مواجهة مشروعات الغرب.
وبهذا القرار الذى سبق أن فاز به الرئيس الصينى السابق هو جنيتاو، وحصل عليه الرئيس الصينى الحالى جين بينج يكون 3 زعماء كبار قد حصلوا على هذا الشرف التاريخي، وبرغم عدم وجود كتاب احمر يخلد هذه الذكرى كما حدث مع الرئيس ماوتسى تونج إلا أن مؤتمر الحزب الذى يجتمع مرة كل خمس سنوات أقر تدريس كتاب (حكم الصين) الذى يشمل أحاديث وأفكار الرئيس الصينى حول مشكلة الحكم فى الصين على طلاب المدارس والجامعات، وهى فى المجمل أفكار ترفض رؤى الغرب لقضية الديمقراطية، وتؤكد دور الحزب الشيوعى وضرورة سيطرته على كل مناحى الحياة.
ولان من حق الرئيس الصينى ان يحكم مدى الحياة متى حصل على هذا الشرف وتم كتابة اسمه ضمن دستور البلاد، لم يتم الإعلان عن خلف للرئيس الصينى الحالى كما هو معهود مع بداية حكم الفترة الثانية للرئيس، بما يجعل منصب الرئيس حراً من أى قيود خلال خمس سنوات قادمة هى فترة الرئاسة الثانية التى يمكن أن تمتد إلى ما بعد عام 2022، بعد أن تم رفع مكانة الرئيس اكس جين بينج إلى مكانة ماو حيث لا يوجد حد زمنى لفترة الحكم أو سن محددة للإحالة إلى المعاش.
وتخلص توقعات المستقبل فى أن يستمر الرئيس الصينى فى سياساته الراهنة التى تشدد على الحرب على الفساد والتى لا يستطيع احد أن ينافسه أو يجاريه فى جديتها وصرامتها، وان يقود الحزب كل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية شريطة أن يكون أكثر انضباطاً وأكثر استجابة لمطالب الشعب الصينى التى يتصدرها ثلاث قضايا أساسية يتصدرها إزالة مخاطر التلوث الذى يمثل المشكلة الأولى فى الصين، ثم إصلاح التعليم على نحو مستمر يضمن تعليماً جيداً لكل الصينيين، وتعزيز الرعاية الصحية وتحديثها على نحو مستمر، وفى الاقتصاد يعترف الرئيس الصينى بأهمية أن تلعب قوانين السوق دوراً مهماً فى الاقتصاد، لكن للحزب دوره الرائد الذى ينبغى الحفاظ عليه، كما تشكل استثمارات الدولة الصينية العامل الأكثر تأثيراً وقوة خاصة بعد أن أصبحت الصين الجديدة قوة عظمى اقتصادية وعسكرية بالفعل، غير أنه من الصعب فى ظل السيطرة الكاملة للحزب الشيوعى ان تكون الصين أكثر ديمقراطية، وقد تكون الصين أكثر غنى وثروة وهى كذلك بالفعل، لكن سياساتها سوف تظل مختلفة عن سياسات الغرب، وبتعبير الرئيس الصينى سوف تبقى الصين دولة قوية لكنها لن تهدد العالم وستظل قادرة على الدفاع عن مصالحها.
ومع منتصف القرن الحادى والعشرين سوف تتمكن الصين من أن تسد الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة عسكرياً واقتصادياً، وتصبح القوة الأعظم فى آسيا الباسينيكى تحقق حلم كل صينى فى دولة قوية غنية تحقق لمواطنيها تعليماً جيداً ورعاية صحية متكاملة وهما هدفان متكاملان يستحقان أولوية كاملة.