بقلم : مكرم محمد أحمد
فى جريمة بالغة الخسة والقبح والندالة تمكن مجرمون عتاة من تهريب شحنة ناسفة إلى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية يوم المولد النبوى الشريف، تم تفجيرها فى إحدى قاعات القداس لتقتل 30شهيدا وتصيب 40جريحا فى عملية دامية سوداء،اصابت المصريين مسلمين واقباطا بالحنق والغضب الشديدين، وكشفت حجم الترصد الهائل الذى تتعرض له الدولة المصرية،والشعب المصري، بما يتطلب المزيد من اليقظة والانتباه، وشد العزيمة وعلو الهمة، ونبذ كل صور الاسترخاء، وتوحد الارادة الوطنية على قلب رجل واحد لهزيمة الإرهاب.
وإذا كانت آفة شعبنا النسيان فإن علينا ان نذكر الجميع ليل نهار باننا نخوض معركة مصيرية تتطلب الوعى الكامل بالخطر المحدق فى كل لحظة زمان، نصحح كل خلل ندركه، ونسد كل ثغرة نكتشفها، لانترك شيئا للصدفة، ونعيد النظر فى طرائق تعاملنا مع الحياة والأشياء، نواجه التسيب والسبهللة والقدرية والفوضى اولا بأول ولا نقبل سوى الاتقان، لاننسى لحظة اننا فى حالة حرب تلزمنا المزيد من الانتباه والحذر، لأن السبهللة التى نعيشها تمكن العدو من ان يظفر بنا بسهولة شديدة! وتعطيه أهدافا بغير حصر يستطيع ان يطالها، ولابأس المرة من يمشى وسطنا فى الشارع والمكتب والجوار من يذكرنا دائما بضرورة الصحو والانتباه!.
وإذا كانت آفة أجهزتنا الاسترخاء، يصبح من الضرورى ان نشد على هذه الأجهزة بالمتابعة اليقظة المستمرة إلى ان تصبح اليقظة جزءا من سلوكنا العام،نستعين على ذلك بأجهزة التصوير والرقابة التى ينبغى ان تكون متوافرة فى كل الاماكن الحيوية والمهمة التى تصلح لان تكون أهدافا للاعداء، وبحملات التفتيش المفاجىء التى تتطلب رضوخ الجميع لتعليمات الامن وأوامره، والتزامهم بقواعده الصارمة التى ينبغى ان تكون معلنة على الملأ. وعندما يصل سواد القلوب وحقدها إلى الحد الذى يتم فيه تدبير مذبحة لأقباط مصر فى الكاتدرائية القبطية يوم المولد النبوى الشريف!، على ظن بان المكيدة سوف تؤدى إلى فتنة كبرى ومواجهة طائفية بين مسلمى مصر وأقباطها، فإن علينا ان نعرف اننا نواجه شرا مطلقا يتأبط شرا لايريد سوى الهلاك والدمار والتخريب، ومثل هذه الافعال السوداء لاتواجه بالنيات الحسنة والسبهللة والاسترخاء ولكن بالحذر والوعى والانتباه والمراقبة المستمرة..، مطلوب نوبة صحيان مستمرة يطلقها فى آذان الجميع بروجى زاعق يطالب الكل بالانتباه!.
المصدر : صحيفة الأهرام