توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى !

  مصر اليوم -

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم حملته الشعواء على الاتفاق النووى الإيرانى التى بدأت منذ حملته الانتخابية، ورغم إعلانه المبكر عزمه على إلغاء الاتفاق الذى يراه ضاراً بأمن الولايات المتحدة، لم ينجح الرئيس الامريكى ترامب فى إلغاء الاتفاق عندما واتته الفرصة، وإن كان قد تمكن من أن ينقل إلى الكونجرس المنقسم على نفسه سلطة إنهائه!، ولم يطالب ترامب الكونجرس بإعادة فرض العقوبات على إيران لعدم التزامها بتنفيذ بعض بنود الاتفاق الذى أقرته الوكالة الدولية للطاقة النووية، ورأت أن إيران تفى بجميع بنوده، وأن قرار المفتشين الدوليين الذين يراقبون تنفيذ إيران لكل بنود الاتفاق على مدى اللحظة والساعة وفقاً لأكثر الأجهزة تقدماً يؤكد التزام إيران الدقيق بالتنفيذ، لكن الرئيس ترامب طلب إلى الكونجرس إعادة التفاوض على بعض بنود الاتفاق بما يجعله أكثر قدرة على منع إيران من صنع سلاح نووى فترة زمنية أطول، وإضافة شروط جديدة تمنع طهران من مساندة منظمات الإرهاب فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها حزب الله والقاعدة وحماس وطالبان، وتلزمها وقف تجاربها الصاروخية بعد أن نجحت إيران أخيراً فى إطلاق صاروخ يصل مداه إلى أكثر من ألفى ميل، لكن الرئيس ترامب هدد بإلغاء الاتفاق إذا لم تمتثل طهران لكل هذه الشروط وتقبل إعادة التفاوض! 

وأغلب الظن أن ترفض طهران إعادة التفاوض، لأن إعادة التفاوض يشكل مطلباً أمريكياً احادى الجانب لا يوافق عليه كل الأعضاء الذين وقعوا الاتفاق، وهم الأعضاء الخمسة الدائمون فى مجلس الأمن بإستثناء واشنطن، إضافة إلى ألمانيا، خاصة أن بين الدول المعارضة لإعادة التفاوض حول بنود الاتفاق حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، إنجلترا وألمانيا وفرنسا الذين يرون ضرورة الإبقاء على الإتفاق النووى الايرانى ،لأنه يمثل خطوة مهمة فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ويوقف سباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط، وفضلاً عن ذلك فإن الاتفاق ينهى حالة التوتر بين طهران والمجتمع الدولي، ويفتح طريق التعاون والاستثمارات على مصراعيه ويمكن الغرب من استئناف علاقاته التجارية مع إيران فى ظروف جديدة تشهد توسعاً ضخماً فى حجم الاستثمارات الإيرانية . 

ومع أن الرئيس ترامب ساق فى إطار خطابه يوم الجمعة الماضى حيثيات واضحة تدين إيران بالإرهاب، والعمل على تخريب الاستقرار فى الشرق الأوسط، وتتابع نشاط طهران الإرهابى منذ حادث حصار السفارة الأمريكية فى طهران عام 79، وتؤكد استمرار علاقاتها مع تنظيم القاعدة حتى اللحظة، وتتهمها بالتعاون مع كوريا الشمالية فى أنشطة نووية وصاروخية كثيرة، بما يخالف روح الاتفاق النووى الذى ينص فى ديباجته على أهمية العمل على خفض التوتر فى الشرق الأوسط ووقف عدوان الحوثيين على اليمن وحزب الله فى سوريا، إلا أن كثيرين يعتقدون أن واحداً من أهم أسباب استهداف ترامب للاتفاق النووى أنه يمثل أهم إنجاز للرئيس السابق أوباما يستهدف ترامب إلغاءه!، لكن مشكلة ترامب أنه لا يملك داخل مجلس الشيوخ الأغلبية التى تمكنه من تمرير القرار الذى يريده، لأنه يحتاج إلى أصوات ثمانية من شيوخ الديمقراطيين! وليس سراً أن إدارة ترامب منقسمة على نفسها إزاء الاتفاق، وأن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتس يريان أن الاتفاق يحقق مصلحة أمريكا وأن إيران تفى بالتزاماتها، ولهذا السبب توافق مساعدو ترامب على أن يقوم الرئيس ترامب بسبب تأييده للاتفاق دون إلغائه بما يفتح الطريق لتدخل الكونجرس على أمل إصلاح بعض بنوده، وربما تحتاج الإدارة الأمريكية لهذا السبب إلى مزيد من الضغط على طهران، والتهديد باعتبار الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية تستخدم قواتها فى كثير من أعمال العنف فى الخارج خاصة سوريا، على أمل إضعاف موقف إيران، لكن الاتفاق كما تقول وزير خارجية الاتحاد الاوروبى لا يزال يعمل رغم معارضة ترامب، ولا يزال قائماً يمنحه الأوربيون تأييدهم ، ويفتح الطريق لعلاقات اقتصادية أوروبية أفضل مع طهران رغم غضب الولايات المتحدة، والسؤال الآن إلى متى تصمد الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا فى وجه ضغوط الولايات المتحدة وتواصل تأييدها للاتفاق؟! 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى ترامب ومعضلة الاتفاق النووى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon