توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

  مصر اليوم -

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

بقلم : مكرم محمد أحمد

الرواية لصحيفة الفاينانشيال تايمز:
عام 1947 طالب العالم الرياضى ألبرت أنشتين وكان داعية كبيراً للصهيونية العالمية من جواهرلال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الإستقلال، أن يدعم الاعتراف بإسرائيل ككيان دولى على أرض فلسطين، وكان رد نهرو أن فلسطين أرض عربية وينبغى أن تبقى عربية..، وفى ستينيات القرن الماضى توثقت عرى الصداقة بين نهرو وجمال عبد الناصر قطبى تكتل الدول غير المنحازة، وتصدرت الهند حق الدفاع عن حق تقرير المصير للفلسطينيين فى آسيا وأفريقيا وبلغ التعاون بين مصر والهند أشده فى مشروع بناء طائرة مقاتلة نفاثة «هـ3» وعدد من المشروعات الدفاعية الأخرى ، ومع الأسف تقطعت أنفاس مصر سريعاً بينما واصلت الهند مسيرتها لتصبح دولة صناعية كبرى تصنع الطائرات والمحطات النووية وقاطرات السكك الحديدية وتفجر قنبلة نووية!

والآن وبعد 70 عاماً من خطاب أينشتين لجواهرلال نهرو ، تغيرت أحوال الهند وتغيرت سياستها فى الشرق الأوسط فى نقلة بالغة الأهمية جعلت من الهند أكبر ديمقراطيات العالم عدداً واحدة من أكبر أصدقاء إسرائيل ، يرتفع تعاونهما فى مجال التسليح فقط إلى بلايين الدولارات ، ولأول مرة فى التاريخ يزور إسرائيل الأسبوع الماضى رئيس وزراء الهند نارندرا مودى ليتوج فاصلاً جديداً فى علاقات البلدين حيث وقع البلدان مذكرات تفاهم وتعاون هو الأول من نوعه فى مجال الفضاء إضافة إلى صفقة تسليح ضخمة قيمتها 2 مليار دولار هى الأكبر فى تاريخ صناعات إسرائيل الحربية ركزت على تكنولوجيات الحرب الحديثة بأسلحتها الذكية تشمل منظومات صواريخ وطائرات بدون طيار إضافة إلى حجم هائل من التعاون فى مجال تحديث الزراعة والرى بالتنقيط الذى تستخدمه الهند فى تطوير زراعات عدد من ولاياتها التى تعانى الجفاف.

وإذا كانت مصالح الهند مع إسرائيل تخلص فى تحديث قدرتها العسكرية فى ظل استمرار الصراع بين الهند وباكستان ، فضلاً عن أن إسرائيل تشكل أحد المداخل المهمة لتوثيق علاقات الهند مع الولايات المتحدة بعد أن تغيرت اتجاهات الريح وأصبح تحالف الهند مع الغرب والولايات المتحدة بديلاً لتحالفها القديم مع الاتحاد السوفيتى، فليس هناك ما يدعو إلى البكاء على اللبن المسكوب أو البحث عن ذرائع واهية تبرر انتقال سياسات الهند من النقيض إلى النقيض فى عالم تتغير فيه علاقات الدول وفق توجهات مصالحها، وما من شك فى أن العداء التاريخى بين الهند وباكستان كان المدخل الأهم لتوثيق علاقاتها مع إسرائيل عندما تمت أول صفقة سلاح بين البلدين عام 1972، صحيح أن نجاح رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودى وصعود الهندوسية بعدائها التاريخى للإسلام لتصبح الجزء الأهم من الهوية الهندية عزز علاقات إسرائيل مع الهند ، لكن جوهر القضية يبقى معلقاً على طبيعة المصالح التى ربطت بين الهند وباكستان فى عالم متغير زادت فيه فرص الاستقطاب الدولى ، وضعفت روابط الأيديولوجية بعد سقوط حائط برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي. وما حدث بين الهند وإسرائيل حدث بصورة أخرى بين إسرائيل والعالم العربى عقب حرب أكتوبر التى أكدت للجانبين العربى والإسرائيلى أن الحرب لن تكون أبداً العامل الحاسم فى تقرير مصير الصراع العربى الإسرائيلى ، ولا بديل فى النهاية عن سلام متوازن يحقق لإسرائيل أمنها المفتقد ويمكن الفلسطينيين من دولة مستقلة ويعيد الاستقرار إلى الشرق الأوسط. وفى إطار هذه الرؤية الجديدة لا تزال الهند تحافظ على نمط عضويتها فى الأمم المتحدة رغم علاقاتها القوية مع إسرائيل وتقف إلى جوار السلام العادل وتصوت لمصلحة دولة فلسطينية ، مستقلة لكن ذلك لا يشبع نهم إسرائيل التى تواصل ضغوطها على الهند.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند وإسرائيل فى عالم متغير الهند وإسرائيل فى عالم متغير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon