توقيت القاهرة المحلي 08:28:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا تحصد شرور أردوغان!

  مصر اليوم -

تركيا تحصد شرور أردوغان

بقلم : مكرم محمد أحمد

تحصد تركيا نتائج تقلب سياسات رئيسها رجب الطيب أردوغان وتضارب مواقفه علي امتداد الأعوام الاخيرة، وانتقالها من النقيض إلي النقيض، خاصة بالنسبة لداعش التي كانت موضع رعايته، يفتح حدوده علي مصاريعها لتهريب الأسلحة وتمرير المقاتلين القادمين من كل فج كي يحاربوا إلي جوارها في سوريا والعراق قبل أن ينقلب عليها أخيرا، فضلا عن تعامله الفج مع الازمة السورية التي زادت من اعداء تركيا وعزلتها عن محيطها الاقليمي، وأدت إلي استقطاب داخلي حاد باعد كثيرا بين مواقف حزب العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة التركية التي تعتقد أن تركيا ورطت نفسها في مأزق ضخم بتدخلها السافر في الشأن السوري.. ويزيد من تعقيد موقف أردوغان إصراره علي رفض أي حوار مع الأكراد، وغضبه المتزايد من علاقات التحالف التي تربط الولايات المتحدة والأكراد السوريين، الذين تعتبرهم واشنطن أكثر الأطراف التزاما بجدية الحرب علي داعش.

ولا تمر برهة، وقت قصير قبل أن تضرب يد الإرهاب تركيا في مقتل، ويسقط عشرات القتلي والجرحي بين الحين والآخر بفعل داعش التي تخوض حربا ثأرية ضد أردوغان عقابا علي خيانته لها، أو الأكراد الذين يوجعون تركيا بعملياتهم الارهابية التي تخترق معظم المدن التركية،ويزيد من حدة الموقف تحالف أردوغان الجديد مع الروس وانغماسه في ترتيب تسوية سياسية ساعدت علي خروج المعارضة السورية من مدينة حلب لا تلقي تأييدا كافيا من بعض اجنحة حزبه العدالة والتنمية التي تعتبر سياسات أردوغان الجديدة نكوصا عن المبادئ، ورضوخا للروس والتزاما بحكم بشار الأسد وخيانة لمبادئ الحزب وأهدافه.. لكن الأخطر من جميع ذلك التأثير المتزايد للحرب السورية علي أوضاع الداخل التركي إلي حد استنزاف جهود تركيا الداخلية وتوريط الجيش التركي في عمليات عسكرية داخل سوريا اهمها معركة مدينة الباب التي تكبد فيها الجيش التركي خسائر كبيرة نالت من هيبة تركيا وألقت ظلالا كثيفة علي قدرة الجيش التركي علي حماية امن تركيا والحفاظ علي وحدتها، كما شككت في قدرة تركيا علي أن تكون جزءا من عملية أمن دول الخليج تستطيع موازنة تدخل إيران السافر في المنطقة!، ويضاعف من خطورة الموقف أن أردوغان لا يملك بالفعل أي حلول تساعده علي الخروج من هذا المأزق الصعب في ظل التوتر المتزايد في علاقاته مع الولايات المتحدة بعد أن أصبح جزءا من خطط الروس وبرامجهم شرق المتوسط.

المصدر : صحيفة الاهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تحصد شرور أردوغان تركيا تحصد شرور أردوغان



GMT 03:46 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

الترميم الممكن والعائد المأمول

GMT 04:43 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

استنزاف واستخفاف

GMT 00:01 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أفراح ونيران.. وكوارث

GMT 00:09 2023 الخميس ,10 آب / أغسطس

فلسطين في لقاء العَلمين

GMT 00:00 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

154 سنة صحافة بالعراق

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon